صباح الخير
صباح الخير لما تنتشر عن البطولة حكاية
صباح الخير لمصداقية وصدق الرواية
في تاريخ الشعوب تمر البطولات بين الجنود والمقاتلين
وتبقى سيرة تخلد وتمنح عليها الأوسمة وتقام لها النصب في الميادين
هنا وقف البطل ورمى كل ما في جعبته من رصاص حتى أصاب من اصاب و إستشهد
وهناك دمر البطل الثاني عددا من الآليات حتى صارت الأرتال تبعد وتبعد
وهنالك نفذت الذخيرة من الأبطال فأتقنوا فنون إستخدام السكاكين والخناجر والحبال
وتغلبوا على العشرات فقاتلوا وقتلوا وإستشهد الأبطال
وفي الحروب سير لا تنته عن بطولات بالفرد والجمع
و حكايات مكتوبة بالدم والدمع
لكن قصة الشهيد البطل نزار حسن نادرة الوقوع
قصة رجل يشبه الأساطير وابطال الروايات يرويها الحكواتي للجموع
من يصدق قصة رجل مهندس يستشهد بيده ويستشهد مع زوجته وابناؤه
يبرد جسده وتبرد أرواح الابناء يسألونه لما إستعجل بهم سماؤه
بيده يمسك القنابل
التي جاء بها من جثة جندي مقاتل
ويقرر وما اصعب القرار
لم يفكر بالفرار
ربما كان صعبا ومحفوفا بالمخاطر
لكن الناس تصير في الخطر افرادا و غريزة البقاء أن تخاطر
العادة ان يترك زوجه تركض واولاده يلهثون ويترك الأمر للقدر
هكذا فعل الكثيرون ومنهم من قضى ذبحا ومنهم من نجا من الخطر
لكنه غير الناس الذين يولدون ويموتون
مولود للكرامة مصباحا كما تولد العيون
مولود للمذبح ضوءا كما تولد الشموع
مولود للحزن رمزا كما تولد الدموع
نزار هو القلة كما يقال في القاموس
واصل نزار من النزر و القصد نفهمه من الشهيد البطل بالندرة بين النفوس
نزار نادر الوجود تعني صارت معك وصرت لإسمك الناموس
أنت اصل نزار كما قالوا قليل الكلام فاضفت لكنه الفعل كله إذا دقت الساعة
بين الملايين تحت الخطر نادر من يختار لحظة وداعه بشجاعة
ونادر أكثر من يقرر أن يصون بالموت عذابات زوجه والأولاد
وان يختتم مسيرة العمر بلحظة الدمع والدم ولا يدع الإحتفال للأوغاد
فلسنا حفل شواء لكم
و لسنا حفل سبي و لا حفل شماته لفكركم
اي فكر أصلا أنتم
لشعوذاتكم وجنونكم والتخلف المجبول بالدم والجينات من وهابكم الأول
لن يكون لكم ما تخيلتم أن الناس خراف لمذبحكم تساق
فلسنا نعاجا قالها في سره نزار والحياة وقفة عز تترجم للموت إشتياق
طلب الموت شجاعة تفوق طلب الحياة
كثرة الناس مفطورة على طلب النجاة
والقلة بنيت عقولها وتزينت بالكرامة والأخلاق لقرارات تنوء تحت حملها الجبال
من لسواك يا نزار يكتب أنك اتقنت فنون القتال
تركتهم يتدافعون على ردهة بيتك كالوحوش
وقاتلتهم وحدك بقنابل وصلت إليك فقاتلت كأنك عدة جيوش
قتلت منهم قالوا ثمانية من الأوباش
وقيل أن بينهم من ضاعت بوصلته فصوب لأقرانه الرشاش
وقيل أنهم سبحوا بدمائهم وكانوا أكثر من عشرين
وأنهم إستشرسوا لما فاجأتهم وهم جاؤوك مسترسلين
ولما نفذت من يديك القنابل وبقيت واحدة
وهم يتدافعون فوق جثث بعضهم يدوسون في لحظة شاردة
أقمت في لحظة أجمل إحتفال للعائلة
إحتفال سيكتب عنه للأجيال كيف ترسم المعادلة
كيف تكون كرامة الله في خلقه أمانة
نصونها من العذاب و نعصمها من الإهانة
أجسادنا ليست لنا بل اوعية الله فينا ولا أجساد أولادنا
أمانة الله في أعناقنا يسكب فيها ارواحنا واكبادنا
نعيدها إليه إن إستعصى علينا حفظ كراماتها
وإن ضاقت الدنيا بصون الأعراض والأطفال و ضجت في آذاننا صرخاتها وآهاتها
هكذا أنت يا نزار قلت تعالوا لي كلمة سر اودعها في آذانكم
و تحت ازيز الرصاص و وصت اقدام تقترب ووحوش يصرخون
فتحت صمام القنبلة الأخيرة وقلت لزوجك والأولاد نحن الآن سنرحل ولا ندعهم يشعرون
بعد قليل لن يجدوننا هنا بينهم فيرحلون
ونعود أرواحا تحلق في سماء المدينة التي نحبها
والتي ما هجرناها ولا تخلينا عن حبها
وسوف نراهم يقتلون
و سوف نراهم يهربون
و سوف نراهم يتسغيثون ولا من مغيث أو مجيب
وسوف نرى كيف يهزمهم جيشنا الحبيب
كم انت عظيم أيها النادر القلة يا نزار
كم انت شعب وجيش وحدك بحجم القرار
أنت سوريا
أنت صيدون التي أحرقت نفسها كي لا يستبيها ارتحششتا
أنت ميدون التي دفنت شهداءها وأنت جبشيت وزفتا
أنت حي الشيخ جراح في القدس يرتاح
أنت نبض روح الشعب والدم هو السلاح
صباح الخير لك حيث أنت في العلى تسمع فيروز
وحيث الشعر والموسيقى والفنون وأدب الملاحم و من تاريخ الحضارة كل الكنوز
صباحك يا من اخجل فينا الادمية
صباحك عز يا أيقونة سورية
ناصر قنديل
2013-12-23 | عدد القراءات 5733