صباح الخير ليسوع ومريم و ميلاد سوريا – ناصر قنديل

صباح الخير

صباح الخير لنورك المشع في ضياء الكون الفسيح

والسلام عليك يوم ولدت يسوع المسيح

و السلام لامك العذراء

تناجي السماء

يا نورا على نور

و بخورا لا يستريح

صباح عذاباتك وانت تبشر بالمحبة والسلام

صباح أيامك و لياليك ومسيرة الآلام

و لمريم العذراء الطاهرة الروح والجسد

تستغيث بالملائكة من أفاعي النميمة والحسد

و تعلم البشرية طهر الأنبياء والذين وضع الله فيهم اسراره

وإبنها النبي الذي كلم الناس واعظا من نعومة أظفاره

وروح الله التي نفخت بها حملا بلا دنس

و عذابها المرير لإخفائه عن أعين الكهنة والحراس والعسس

و كيف تجسد الله فيها و فيه رغم الألم

و تجسد كلمة وفي البدء كان الكلم

صباح الخير لمسيرتك بين بيت لحم و الناصرة

تعلم الذي يسرقون الأنبياء ويسرقون الأسماء من المتطفلين معنى الولادة من الخاصرة

صباح الخير لمريم المجدلية التي ما رميتها بحجر

ودعوت للتسامح مع شبهة الخطيئة لأننا كلنا خطآون وكلنا بشر

صباح الخير لمسيرتك إلى قانا الجليل

وكيف إستحال بين يديك خمرا نبع ماء سلسبيل

وكيف حولت الأحجار كؤوسا من أثير

و مسحت على عين الأعمى فإذ هو أبصر من بصير

و أخذت بيد الرحمة للكسيح فرمى العصا وبقوة إيمانك تعلم المسير

يسوع الناصري أنت شامي الهوى تقول القلوب

فالهوى تحدده خطواتنا وآهاتنا كما ترويها الدروب

دربك الشام كانت إلى مضارب البسيطة

و في الشام وما حولها توزع تلامذتك يرسمون للدعوة الخريطة

وفي بصرى بنوا أول الكنائس وفي الشام القديمة كنيسة الصليب

وفي معلولا مخابئ وخوابي وحفظ إنجيلك الحبيب

وفي صدد محط الرحال إلى أنطاكية وحلب وعبرهما لبلاد الروم

يعظون ويشرحون وقد تعلموا منك العلوم

حتى وصلت دعوتك إلى بعيد الأمصار

وعبرت فوق الأمواج ما وراء  محيطات وبحار

ورغم كل التزوير والدس والإنتحال و تقسيم كنيستك المقدسة

لا زلت المعلم ولا  زالت كنيستك كما اردتها مدرسة

ورغم الحروب التي خيضت زورا على الشام وبلاد الشرق بإسم صليبك

لا تذكر الناس إلا أنك انت الأصل ومع كل ألم يصيب الناس كأنه اليوم يصيبك

هذا ما حفظه الناس عن الجلجلة

أمام كل عذاب وألام أو تعقيد في مسألة

يسألون المخلص خلاصا وأمه الرجاء

و يضيئون بين يديها شموعا و يرددون الدعاء

وشامك اليوم  يا مخلص وما حولها يناديك

من أنطاكية إلى الحسكة  وبصرى ومعلولا وصدد

وكل مسلم ومسيحي في هذا البلد

يتطلعون إليك أن تحمي لهم بلدهم وأن تحفظ لهم جيشهم وان تبارك لهم بالأسد

يسالونك أن تضل الطامعين

 وان تذل المتآمرين

من كان منهم منافقا أجنبيا بإسم الكنيسة ينادي

ومن كان منهم لئيما حسودا من بلادي

تلاقوا على تهجير رعيتك من بلاد هواك

ومن كنيستك التي ما عرفت العز لولاك

وهابي يحمل القرآن زورا وأجنبي يزور الإنجيل

يتقنون القتل والتدمير كما يتقنون فن النفاق والتدجيل

يسمونهم في بلاد الفرنجة اليوم ثوارا وهم يخطفون راهبات الدير

و يقدمون لهم بإسم المحبة والسلام  سلاحا وهم عكس الثورة وعكس السير

معهم فتاوى من كل صنف ولون لتخريب كل بلاد آمنة

وهم من دمر الكنائس ودنس المقدسات وخطف المطارنة

ومشروعهم لا يزال تهجير المسيحين من بلاد الشام

تارة بإسم إنقاذهم من البطش يتسقبلونهم في الغرب تحت رايات السلام

وتارة يقدمون مع بني سعود مالا وسلاحا للفجرة المجرمين بإسم إقامة خلافة الإسلام

وكما أنت حزين القلب لحال كنيستك وأسرارها

نبي الإسلام محمد في حزن مقيم وقد بارك الله له القدس وما حولها وزوارها

وبارك للشام ليلها ونهارها

و أحاطها بملائكة تحرس أسوارها

و في رسالة القرأن كنت عنوان المحبة والسلام

وكان حبك شرطا للدخول في الإسلام

ومحبة امك المقدسة

للمسلمين كتاب ومدرسة

لميلادك المجيد خلاص سوريا أمانة عندك من كل المؤمنين

مسلمين ومسيحيين

ومثلما كانت بميلادك البشارة

لكل سوري دعاء نصر البلد و حفظ الجيش و الأسد بشاره

وختام القول في العيد ما قاله فيك أمير الكلام يا سيد الكلم

كي يقرأ ويعلم من لم يعلم ويعيد من علم

قال عنك علي بن بي طالب عليه السلام

وهو في الدين كما في القول والفعل للأئمة الإمام

ان السيد  المسيح عليه السلام كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن

و يأكل العشب وكان آدامه الجوع وسراجه القمر

و ظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها

و فاكتهه وريحانه ما تنبت الأرض

ولم تكن له زوجة تفتنه ولا ولد يحزنه

ولا مال يلفته ولا طمع يذله

دابته رجلاه وخادمه يداه

هذه كلام عليك فيك خير الكلام

لك  المجد في العلى وعلى الأرض السلام

يكفي ما قاله عنك من على لكما كل صباح كل خير وعليكما ألف سلام

 

ناصر قنديل

 

2013-12-25 | عدد القراءات 5204