صباح الخير
صباح الخير لما يحدث بين لبنان وسوريا ومصر والعراق
صباح الخير لمن يقاتلون ويتمرسون بمواجهة الإرهاب والفتن والشقاق
صباح الخير لخميرة العجين الذي يصهره القتال والنار
فيولد من صاج الحريق رغيف خبز يشبه القمار
بدلا من الهلال الذي مرة قالوا انه شيعي وطورا انه هلال المغامرة
يولد قمر مكتمل الإستدارة و قبلة العيون الناظرة
من إيران ظهير قوي حاضر فاعل و يملك المبادرة
كما كان الحلم ان يكون السوفييت حليف العرب الإستراتيجي
مع فارق ان السوفييت كان همهم عدم زوال إسرائيل وعينهم على الرضا الخليجي
لكنها إيران منذ ثورتها والتأكيد بالقول والعمل على دعم تحرير كل فلسطين
من البحر إلى النهر وبالمقاومة أثبتت جدية الإلتزام بتكرار حطين
و إيران القوة العالمية الصاعدة تملك من المقدرات والقرب بالعقيدة والمدى
ما يجعل دعمها وحسمها صوتا هادرا بينما الإعتماد الذي كان على السوفييت أشبه بالصدى
اليوم وبعد الإعتراف بقوة إيران وإتجاه سوريا إلى بر الأمان
و بعد إتجاه مصر للعراق نحو النصر على الإرهاب ومعهما مقاومة لبنان
وبعيدا عن السياسة و الحديث القديم عن وحدة عربية
ثمة وحدة الميدان
محورها سوريا ومصر بوجه الأخوان
ووحدة سوريا مع العراق ولبنان بوجه الوهابية
وسوريا ولبنان لفلطسين والمقاومة هي القضية
تشكل سوريا محور العروبة الجديدة ضد مكونات الإرهاب و إسرائيل
ولو بقيت مصر تساير السعودية وتحسب حساب المصالح وتميل
في نهاية المطاف سيمنهي النفق الطويل
وفي نهاية النفق سترسم سوريا مكانتها الجديدة
و ستكون وحدة الأمن الإقليمي ضرورة أكيدة
فتنظيم الأخوان لن يترك مصر وسوريا لن تتركها وحيدة
ستضعف علاقة مصر حكما وتدريجا بالسعودية و حكامها
وتضعف علاقة إيران بالأخوان و يتحدد المحور أمامها
مصر وسوريا ولبنان والعراق عروبة متجددة
ليس ضروريا كيان وحدة فللوحدة اشكال متعددة
تنسيق الأمن القومي يكفي إطارا على الطريقة الأوروبية
ومجلس لرعاية وتطوير المصالح الإقتصادية
وفي عالم متعدد الأقطاب
صارت قضية العالم محاربة الإرهاب
ستقف نواة العروبة ولا تهاب
وستذبل إسرائيل وتصفر أوراقها
و ستذبل السعودية و يحين فراقها
حقائق لن يكون بمستطاع احد منعها
فالتطورات الكبرى حدثت والباقي حاصل جمعها
وتلقي النتائج بعين بصيرة
سيمنح الفرصة لمن يظن يده قصيره
قادمون حكما إلى مرجلة لا تشبه الخمسينات
حتى مرحلة عبد الناصر أقل زخما بكل القياسات
فالعرب اليوم يأتون وقد إكتملت تجاربهم
وإنتضروا بمقاومة يتيمة وما عادت إسرائيل تجرؤ أن تحاربهم
و جربوا الأخوان وجربوا إمارة الخلافة مع القاعدة
وجربوا إحتلال الأمريكان وأكذوبة الربيع والديمقراطية والأنظمة السائدة
وكيف صار حمد غيفارا عصرنا و صار بنو سعود اباء الثورات
وكيف ضاعت فلطسين معهم وبايديهم بدل المرة عشر مرات
سنصل لعام قادم والدول قد إستردت مهابة جيوشها
وقد تصالحت الحكومات الحقيقية مع شعوبها بعدما تكشفت كذبة الثورات عن وحوشها
وصارت الدولة المدنية بعد طول إنتظار
وحدها عنوان تحقيق الإنتصار
سيكون لنا مجلي التعاون العربي نواة تبدأ من دول المواجهة
سيكون المحور في الشام مركزه بأبعاد الحرب الثلاثة بلا مراوحه
الوهابية والأخوان وإسرائيل و التنسيق لبناء جيش الشرق الموحد
وسيكون للذين تآمروا وخانوا و باعوا وسفكوا الدماء حكم الرحيل المؤبد
و الإقتصاد الحقيقي بين الصناعة والزراعة والصحة والتعليم سوف يزدهر
هكذا تكون الدولة في نهاية الحروب تشبه هوية المنتصر
وتنضم إلى العراق وسوريا ومصر لبنان الجزائر وبعدها تكر المسبحة
تحمل التغييرات في ليبيا وتونس طريق الخلاص من المذبحة
و تأتي بالأردن و الكويت من أتون المشرحة
ويكون السودان في مخاض الولادة
مدرك لخطورة حياده وأبعاده
هذا هو مجلس التعاون العربي الذي ينتظر اليمن
وهو الذي يتكفل بمواجهة الفتن
وتنتظر بشوق فلسطين
من سيدعم شعبها وقدسها والفدائيين
ويكون الصباح خير على الأقصى والقيامة
ويحل المسيح ومحمد على امتنا كل سلامه
و يترسخ للعربي والمسلم والمسيحي بالتسامح والمحبة معنى مقامه
فالف صباح خير لعروبة جديدة
تكمل بها أبيات القصيدة
ناصر قنديل
2014-01-05 | عدد القراءات 6343