صباح الخير لجنيف منبرا لنصر سوريا – ناصر قنديل

 

صباح الخير

صباح الخير لكيف تصيب التوقعات

لأنه علم السياسة وليس الأبراج والتنبؤات

فمنذ بدء الحرب  على سوريا والأمور كانت واضحة

أنه عندما يأتي عام أفغانستان سيكون عام المصالحة

لا تستطيع أميركا مواصلة الحروب

و عندما يحين الأجل المحدد ستغير في الدروب

المهم هي المصالح

لأجلها تحارب ولأجلها تصالح

أفغانستان ممر الجغرافيا القديمة بين عمالقة آسيا

الصين هي التنين والأسد رمز فارس والشرق والشام والدب في روسيا

و منذ الستينات و نهضة التنين وتململ الدب صوب المياة الدافئة

و امريكا تفكر بافغانستان و في المصالح العليا أمريكا لا تعرف الممالأة

تجهزت وتحضرت لغزو بلاد الأفيون ليل نهار

لقطع الوصل بين حلف الدب والتنين و الزحف  نحو البحار

وبقي القرار و طال الإنتظار

حتى جاءت ثورة الشعب الإيراني الجبار

وحلفها مع الأسد و تدحرجت الأحجار

حتى صار خطر تلاقي عمالقة آسيا على المتوسط داهما

فحاولت قطع العراق كحاجز مرتين وفي كل مرة كان السعودي مساهما

مرة بجره للحرب على إيران والعداوة مع سوريا

ومرة بغزوه بجيوشها التي كانت تحارب في كوريا

وصارت الحروب خلال ثلاثين عاما لمن لا يتذكر

أو لمن لا يعرف كيف يتفكر

إستخدمت أمريكا خلالها كل ما عندها في السياسة والمخابرات والمال والعسكر

حتى صار الدين على الخزينة آلاف المليارات و اكثر

أسقطت جدار برلين بحرب القاعدة وطالبان على الجيش الأحمر

وتفكك الإتحاد السوفياتي و تقدمت  تستولي  على أوروبا الشرقية

وتحصن تركيا بحكم الأخوان لتغلق  على روسيا كل المنافذ فهذه تبقى روسيا القيصرية

حاصرتها برا بالجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى من أفغانستان لكازخستان

والمرجعية عثمانية و الفكر والسلطة من إنقرة لإسطمبول للأخوان

ومن البحر سدت الدردنيل والبوسفور

و تيقنت أنها سيطرت على مسار الأمور

و أخذت في جنوب العالم الإسلامي للمصالحة مصر وإسرائيل

لتكمل إغلاق قناة السويس كالدردنيل

و في الخليج نصبت القواعد والصواريخ

 وقررت كما قال مفكروها أنها وحدها ستكتب التاريخ

و بعد غزو إسرائيل للبنان كانت مقاومة قد ولدت وليست في الحسبان

و بالإبرة  كانت تحفر الجبل بحماية الأسد و دعم إيران

ودار الزمان و تغيرت الأحوال و جاءت الغزوات و إشتد الحصار

وكانت الحروب الإسرائيلية وبانت حدود القدرة والقوة

 وبدلا من تجسير البحار والمحيطات وتحقيق الإنتصار توسعت الهوة

وصار الإنسحاب قدرا  لا محالة

و ترك العمالقة يلتقون هذه المرة ومعهم سوريا والعراق إستحالة

فستصير الصين وروسيا و إيران على المتوسط بلا وسيط

وعلى أمريكا أن تغادر البر وترتضي البقاء  خلف المحيط

و قوة إيران وسوريا والمقاومة هزمت إسرائيل مرات عديدة

و السعودية ترتعش كوزيرها الفيصل و ليس عندها إلا قطر وتركيا و الخطة الجديدة

الفوضى الخلاقة

والشعوب للحرية مشتاقة

فلنشعل نارها

و نزيد إستعارها

ونطلق يد الأخوان والقاعدة

ونترك  المنطقة تحترق فتسقط سوريا و يسقط القلق الكبير و الدنيا قايمة قاعدة

فيصرخ الجميع طلبا للمفاوضات

فنضع الشروط وتتم المساومات

وتحفظ امريكا زعامة العالم

من هزم قد هزم ومن سالم  قد سالم

هكذا كان الحساب لما دارت الفتن

و لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

سقط كل شيئ في كل بلد

 وبقيت سوريا وبقي الأسد

فدارت أمريكا وحارت

ودقت الساعة فإستدارت

و إرتضت التفاوض بسقوف  جديدة و شروط منخفضة

وكان التفاهم مع روسيا ومع إيران وكانت مواقف السعودية وإسرائيل المعترضة

وكان جنيف لترسيم خرائط القوة في المنطقة

وبدلا من سوريا صارت على عاتق الآخرين الأثقال المرهقة

فسوريا بجيشها تخوض  حرب تحرير وطنية

و الذين يبحثون عن ادوارهم على ظهرها يدفعون الرطل رطلا وأوقية

فلا مكان لقطر ولا مكان للعثماني الموهوم ولا مكان للسعودية

وهاهو العالم يكتشف أن سبب كل الإرهاب بالوهابية

فليقلعوا أشواكهم بايديهم و يتذكروا ان الطريق للأمن ستبقى سورية

فليعترفوا بنصرها وعزها ولينطقوا الحقيقة الأزلية

صباح الخير من سوريا للمسيحية والإسلام

صباح الخير للأمن والسلام

صباح الخير آخر الكلام

 

ناصر قنديل

 

 

 

 

 

 

 

2014-01-17 | عدد القراءات 6455