صباح الخيرلشبك الأيادي – ناصر قنديل

صباح الخير

صباح الخير للإبتسامة العريضة والأيدي المرفوعة

و تشابك القبضات إلى الأعلى و خبطة قدمكن عالأرض مسموعة

يدخل لافروف والمعلم بالخطى الثابتة الواثقة

و إلتماعة القوة في العيون كالسيوف الماشقة

و الكلمات وضوح الشكل والمعاني

ليس فيها مكان للأماني

وصف دقيق للأوضاع

و معنى إنعقاد الإجتماع

ففي موسكو تتغير أحوال الأمم وقواعد اللعبة

فقد صمدت سوريا عنها وعن حلفائها و تجاوزت الظروف الصعبة

حاربت كما لم تحارب دولة في التاريخ

لم يكسر صمودها حصار ولا إهتزت إرادتها لحشد الصواريخ

تحملت الفتاوي المزورة بإسم الدين

و إمتصت هجمات المرتزقة والمستجلبين

وحصار الف طرف وطرف

و حرب إعلام يعرف الحقيقة وإنحرف

ومال وفير مرصود في الخزائن

و مخابرات تعيث فسادا في المدائن

و عبث بالعقول

يفوق المعقول

و سوريا بلد ككل بلاد العالم

فيه الناس  الطيبون  المتدينون و فيه  المظالم

وفيه فقراء بسطاء وشباب طامحون وسياسيون إنتهازيون

وفساد في  مفاصل الدولة وتجار يضاربون بالعملة

وخليط طائفي فريد الوجود

و تشابك واسع مع الجوار عبر الحدود

فكل اسباب الهزيمة السورية كانت متوافرة

ولو سلطت هذه القدرات على امريكا لسقطت من الخاصرة

فكيف  على بلد لا يملك إماكانات تؤهله لتحمل  كل هذه الضغوط

و قيادته واثقة الخطى ترفض أن يملى عليها اي شروط

كانت المعجزة وكان الصمود وكان النصر المبين

و صارت لروسيا وإيران فرصة الوقوف كشريكين لم يبخلا بالدعم ككل صديق أمين

فصار العالم الجديد الذي يطل براسه من معادلات الصراع

صناعة سورية و صناعة الحلفاء الذي كانوا في موسكو يعقدون الإجتماع

لافروف يمسك بيد  المعلم و يشد على يد ظريف

و حلف جديد  يولد ليقول للعالم أن زمن السلم آت بعد كل هذا الصراع العنيف

لكنه سلم الشجعان الأقوياء

و ليس إستسلام الجبناء والضعفاء

وان الصراع سيستمر بأشكال جديدة

والحرب الباردة مستمرة وليست بعيدة

وأن زمن التفرد أنتهى إلى غير رجعة

و قد تبددت أحلاف الحرب المقنعة

فلا أحد يصدق اليوم ان الحرب في سوريا لأجل الحرية

ولا ان المواقف التي يصدرها الإئتلاف سورية

ولا ان عراب ثورات الشعوب يمكن ان يكون السعودية

ولا ان في تركيا وقطر

شيئ غير دعم الإرهاب وتعريض العالم للخطر

ولا أن للمواجهة الدائرة الف شباك وباب

فهي مهما تعددت اسماء الدواعش حرب  مع الإرهاب

وجاء الوقت لتقول القوى التي صنعت الإنتصار

نحن هنا فإفهموا ما تعنيه بإختصار

تغير الزمان وتغير العالم وتغيرت المنطقة

ممكن أن نتسامح مع الذين تآمروا إذا تراجعوا وتبدلوا وتاقلموا فنمنحهم الهزيمة المشفقة

و ممكن ان نفتح الدفاتر القديمة وان نشطب الديون  المتصلة بقلة الأدب

أو نصفح عن التواطئ مع الإرهاب وما سال بسببه من دماء  حتى الركب

شروطنا واضحة

نمد يدنا للمصالحة

لمرة أخيرة

لنقفل السيرة

إسحبوا  كلابكم من الأرض السورية

و أغلقوا أبوابكم على المجموعات الإرهابية

كونوا في السلم شركاء

يكفيكم عنادا لمواصلة مقامرة الأغبياء

فأنتم خاسرون خاسرون في كل  حال

ضعوا  حدا لخسائركم وكونوا بشجاعة الرجال

و إستديروا و تقبلوا أن رهانكم خائب

و زمانكم ذاهب

و مالكم سائب

ونصرنا محقق

و حلنا مطبق

و كلامنا مدقق

و العبرة لمن إعتبر

أن يؤدي التحية لمن إنتصر

تلك الفرصة متاحة في حلب

فهل يوقف السعودي إرسال المال والذهب

وهل يغلق التركي الباب على من ذهب

وهل يتجرأ القطري  على وقف حيل التذاكي واللعب

وهل سيشهد المشاركون في جنيف أكذوبة الإئتلاف

و يعترفون أن ابسط المشاكل ما بين السوريين من خلاف

وان محاربة الإرهاب محض إلتزام

 وان سوريا صانعة السلام

جاء وقت العمل وإنتهى وقت الكلام

عليكم السلام

كتب وحرر في موسكو قبل ايام

سيرجي لافروف بالينابة عن فلايديمر بوتين روسيا لا تنام

جواد ظريف مد اليد  قوة عندما يكون دعوة  للسلام

وليد  المعلم لا تراهنوا  لا ضعفنا رئيسنا اسد لا يعرف الإستسلام

 

ناصر قنديل

2014-01-18 | عدد القراءات 5909