صباح الخير
صباح الخير للحظة إعلان الإئتلاف ذل المشاركة في جنيف
صباح الخير لتساقط أوراق الخريف
صباح الخير لرؤية الأنوف المتعجرفة تتمرغ بوحل الإهانة
و لرؤية الذين باعوا وهانوا وخانوا الأمانة
يتلفظون بالكلام المر كتجرع العلقم و يقبلون الجرجرة
كالرجرجة التي يتقنها معلمهم سعود يتقنون الفشخرة
على حد علمنا منذ شهرين بالكمال والتمام
وهم يتفلسفون ويتفذلكون ويجتمعون و يعلنون الشروط
كأنما هي لعبة كرة قدم في مرمى الساروط
و كأن الجربا وسيدا وصبرا و الغليون جبابرة العالم يرسمون الخطوط
وها هم يذلون ويترنحون وينكشفون ويبانون وتبان كيف تحركهم الخيوط
ومن يمسكها ومن يمسك من يمسكها ومن بيده العقد
و من يفك ومن يشد ومن يرخي ومن يربط لمن خان وباع البلد
و كيف صاروا ثقوبا يمر فيها شريط صباط عقدته كلعبة ولد
إئتلاف الجمع بين حجارة المزابل لا يبني سياسة
فصغيرها نجس وكبيرها نجس ولا تتميز عن بعضها بالنجاسة
قال الإئتلاف أنه يتأخر بالقرار لأنه يريد ضمان وحدة صفوف المعارضة
و تجميع كل التنسيقيات و الفصائل و الهيئات في جبهة تضم القوى الرافضة
وأنه يريد الضمانات من كل الدول الراعية بأن جنيف سيشهد نهاية النظام
ولن يكون للرئاسة فيه مكان و سيتسلم هو الحكم بهيئة إنتقالية و السلام
و مرة تلو المرة
يهدد الإئتلاف بكسر الجرة
ويقول الإبراهيمي بلا الإئتلاف لن يعقد المؤتمر
ويرد هولاند لن نعقد المؤتمر بمن حضر
و يؤجل المؤتمر بطلب من كيري لأن الإئتلاف يحتاج لبعض الوقت
من تشرين بدأ النقاش و لم نسمع إلا الصمت
و في كانون تأجل المؤتمر لكانون الثاني لتكتمل المعايير
و إجتمع الإئتلاف ومجلس إسطمبول ثلاث مرات كما تجتمع الدبابير
من ميل نسمع الصراخ ومن ميل ضرب الأيادي و الشهيق والزفير
ومن ميل يأتي الصفير ومن ميل يعلو صوت الشخير
ولا دخان أبيض يخرج من الإجتماع
ومرة تبخر إدريس ومرة لؤي المقداد يأكل صفعة ومرة أن البيان قد ضاع
و مرة ذهب الجيش الحر كزدورة ومرة داعش ترد الصاع
وها نحن عشية الموعد المنتظر
نسمع ونرى كيف طار مجلس إسطمبول و اضاء إشارة الخطر
فأعلن الإنسحب من الشباك أو الباب
و كيف نصف الفصائل المسلحة أعلنت الإنقلاب
ونصفها الباقي مصنف في خانة الإرهاب
وصار الإئتلاف كسيارة محطمة تتجرجر على أكواعها
في كل منعطف تهرهر شقفة من بيانونها و تئن من أوجاعها
لم يتبق منها إلا مذياعها شغال يرفع صوتا من الوادي
تظنها بألف خير وصوت المذياع ينادي
وهي خربة لا خير منها يرتجى أو ينتظر
ولو جاء الصوت بمن يذيع الخير
فالجنازة حامية والميت كلب
جيفة مرمية على جنب
لن يلتكش بها احد لو فاحت كريه الروائح في الدرب
سيحضر الإئتلاف
ولن يخاف
وبئس الحضور
يشبه الديكور
من سيسأل غدا غليون وصبرا وجربا وكيلو وسيدا وكل القرف
لو قبلتم اللقاء التشاوري في صحارى قبل سنتين فماذا إختلف
أما كان الوضع أفضل
وكان القبول بمطالبكم و شراكتكم بأحسن شروط سيحصل
وقد قال يومها الرئيس الأسد
نعدل الدستور ونشكل معكم حكومة ونحفظ البلد
من سيحمل دماء الذين سقطوا من يومها لتقبلوا ما كان يمكن قبوله يومها
من سيوقظ الشهداء ويعيد لها الحياة من نومها
من سيعمر ما تخرب من العمران
من سيخرج المستجلبين وقد تجذروا وشرشوا في كل مكان
من سيعيد اللحمة بين الإنسان والإنسان
مجرمون أنتم ومحض عملاء
والله لو تحقق ما اردتم لكان لكم وعندكم عزاء
أما وأنكم خربتم البلد ووقفتم فوق خرابها تسكرون
وتذهبون للتفاوض يوم جاءت الأوامر لأنكم عبيد عند عبيد تؤمرون
فغير حذاء موحل على رؤوسكم لا تستحقون
وعد الناس لكم ووعد الآرامل و اليتامى ستسحقون
ستسحقون
ستسحقون
وصباح الخير للناس و للشام وحلب
صباح الخير لجيش يصنع النصر ويخيطه كالقطب
صباح الخير لثوب سوريا النظيف
لن يولد من جنيف
سيولد الصباح من فوهات البنادق
حيث لا مكان لعميل أو منافق
ناصر قنديل
2014-01-19 | عدد القراءات 7885