صباح الخير
صباح الخير لما حاروا وداروا وقالوا بعد طول إنتظار
لابد من دعوة إيران قبل أن يفوتنا إلى جنيف القطار
فمع الدولة السورية قضيتنا ومعها الخلاف والعداء
ورغم ذلك نعترف بأننا لم نحقق النصر ولا بد من اللقاء
و نعلم حجم المعارضة وحجم قدرتها في الميدان
ونعرف أن الدواعش يسيطرون بإسم المعارضة في كل مكان
ويعرف القاصي كما يعرف الداني
ما تتضمنه الكلمات من معاني
ما معنى ان التسميات تختلف والمضامين واحدة
فالنصرة والعللوشين وداعش مفردات من القاعدة
وما معنى ان السعودية دولة الإعتدال
وهي إس الوهابية والوهابية إس الإعتلال
وما معنى أن المؤتمر للمصالحة السورية والحل السياسي
ومعلوم سلفا ان المؤتمر لن يتمكن من وقف الخراب ومن يتسبب بالمآسي
ومعلوم ان الحقائق لا يغير فيها التجاهل ولا التناسي
وان حقيقة سوريا صارت بائنة
لا تسمى قضية حكم ومعارضة مواجهة بين الدولة مع جيشها وشعبها في ضفة إن خاصمتها قلة خائنة
القضية أن نظاما إقليميا قديما قد تهاوى
فالقضية هبة الشعوب وشيخوخة الحكام ولعبة الفتاوى
فقد تهيأ للأميركي أن يطبق فوضاه الخلاقة
مستقويا بتوق الشعوب للحرية والتغيير و غياب القيادات الخلاقة
فيسلم الحكم لمفردات تحمل لواء الدين لتقيم إستبدادا أشد مراره
وتمسك الحكم من الخلف بصاحب الفتوى وصاحب الفتوى عند السعودية او قطر قراره
وقطر والسعودية عبيد عند امريكا وإسرائيل لكن الوجه دين ولحية ومسبحة
فالثورة تصير لتجديد الإستعمار وتابيد الإستحمار والتجارة تصير مربحة
لكن عند العقدة تلخبط النجار
مرة تلخبط برأس مسمار
ومرة بخشب يكسر المنشار
ومرة لأن المشهد كي يكتمل خداعه يحتاج إلى ثوار
وثوار السعودية وقطر لا تملك صبرا لتحفظ الأسرار
مستعجلون لمظاهر النعمة و تداول الدولار
سمسار يبيع وسمسار يشتري و صاحب القرار سمسار
فتفسخت الثورة ونتف الشعب لحية الفتوى الغبية
و تفتق الدف و إنفضحت المسرحية
ومع تفتق الدف تفرق العشاق ووقعت البهدلة
وصارت حروبهم كلها مهزلة
وسقطت مهابة ما توهم الناس أنها نصوص منزلة
وعاد الناس إلى دينهم الأصيل وليس الأصولي
يعرفون من هو الدخيل ومن هو الوصولي
وقالت مصر للأخوان بشعبها وجيشها كش ملك
فصار نصفهم في السجون ومنهم من هرب ومنهم من هلك
وبانت القاعدة بيوت عنكبوت تشبيك خيوط لكل خيط أمير لكن العنكبوت هو الملك
فالسعودية وراء الخيوط ووراء الخطوط
والحرب الفاشلة تفرض على المهزوم الشروط
إذن لا بد من المؤتمر ولا بد من بناء نظام جديد
يدير الإستقرار في بلاد النفط والغاز وطرق الحرير والإستقرار لا يبنى بالنار والحديد
فقد جربت الحروب في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان
وكانت النتيجة الخسران والخيبة والخذلان
لابد من الإعتراف بنهضة القوى الجديدة
وثبات وصمود اهل العقيدة
لابد من إزاحة قطر ومن تواضع الشهوات السعودية والهبل الفرنسي
ولا بد من تغيير في مصر ومن فتح الباب للتسويات في الحكم الليبي والتونسي
وبالعودة للعقدة والنجار
وراس المسمار
وتكسر المنشار
سوريا تبقى الأصل والخيار
فلا بد من الإعتراف
بتفاهة الإئتلاف
وبأن حكم هذا البلد
مستحيل بدون الأسد
ومنه لابد من بدء تنظيف المنطقة من كل أوساخ ونفايات الفوضى المسلحة
وتحت عنوان الحرب على الإرهاب لابد من وضع السعودية على المشرحة
لكن المشكلة في صعوبة الإستدراة
والمشكلة في المكابرة
فلا بد من إيران لكن مع حفظ أنف الغرب المفشخر
ولا بد من الأسد لكن دون أن يزمجر
مشكلتهم أنهم يعرفون معنى ال لابد والمشكلة أنهم يتمسكون بال لكن
و مشكلة المشاكل أن إيران تعرفهم والأسد يعرفهم ويعرفان الكمائن
يراد لسوريا ان ترفض بسبب شروطهم حضور المؤتمر لتحرج روسيا في المعالات الدولية
ويراد لإيران أن تأتي ذليلة فتقبل الشروط و تفرح بالدعوة الكيمونية
فيتحقق لهم مرادهم بقبول إيران للمهانة وتخلي سوريا عن الأمانة فتعزف السيمفونية
لكن جاءهم من حيث لا ينتظرون لاعب الشطرنج وحائك السجاد
يقبل ويرفض ويرقص على رؤوس اصابعه ملوكا وحكاما كأولاد
إمبراطورية الشمس شعارها القديم هو الأسد
وشعارها الجديد هو الأسد
والأسد يشكل الوفد إلى جنيف ويحدد المهمة مكافحة الإرهاب
في السياسة لاعب محترف وفي الحرب اسد لا يهاب
وفي الأحلاف ظهر روسي ميتن وميمنته إيران وميسرته الأمين الأمين
سيد المقاومة يحمي جنبات حربه
و في قلب الحرب حرب حزبه
والسؤال الان
تريدون جنيف فولكوارا للإعلام
ها هو الوفد السوري آت بخطاب ذكي مدروس يستثمر منصاتكم وإعلامكم ويخرج داعية بعيون الناس كما هو وشوهتموه فيسترد الصورة عراب السلام
أم تريدون المؤتمر لإستقرار الإقليم من الفوضى بما فوق الكلام
نظام إقليمي جديد يعني إيران راس هذا النظام
لكم ان تختاروا أو تحتاروا و لكم أن تقعوا
لكن ان تحصلوا على مرادكم من المؤتمر وذلنا فلا تتوقعوا
جاءكم رد الشجعان الأقوياء
فخذوا عواصف الريح التي زرعتم ايها الأغبياء
صباح الخير لقرارت لا يجرؤ عليها إلا الحكماء
تراكم التواضع والعنفوان سيرة الشجعان
صباح الخير لبلاد فارس و الفرسان
صباح الخير لإيران
ناصر قنديل
2014-01-21 | عدد القراءات 8288