صباح الخير للجنرال عون والفروسية - ناصر قنديل

صباح الخير

 

صباح الخير للتاريخ تكتبه السيرة والسيرة هي الرجل

صباح الخير مهما  تغيرت المواضع يبقى في الأخلاق الأصل

صباح الخير للفرسان ولو من موقع مختلف

فالأخلاق مع الأخلاق لابد أن تأتلف

هذا الضابط المناقبي العصامي لمن لا يعرف ومن لا يريد ان يعترف

روى بنفسه لما التقينا وتصافينا بعد طول فراق وإختلاف على المصير

كيف يوم الإجتياح الإسرائيلي لبيروت إستدعي للمجلس الحربي للقوات للقاء بشير

وكيف فوجئ بجنرال إسرائيلي ومعه اوري لوبراني

وكيف قال بشير يا كولونيل لقد جاء ليراك وليس ليراني

فأنت تعطل عليهم مرور قواتهم وحرية التنقل وهم قادرون على إنهاء قواتك

فقال الكولونيل عون يومها يقدرون نعم لكن ليست النيران وحدها تنجز مهماتك

فحربهم تقوم على أنها ليست ضد لبنان والجيش اللبناني

فبلغ الجنرال الإسرائيلي وبلغ لوبراني أن نارهم اقوى لكن نصيحتي الا يختبروا نيراني

فطلقة اسمها طلقة الجيش اللبناني تسقط حربهم والنار لا تحسب وحدها بل يضاف لها عنواني

معايير القوة في الحروب ليست نارا فقط فلا تجردوها عن السياسة وبعدها الإنساني

هذا هو الكولونيل الذي تصادمنا معه جنرالا بعد سنين لكنه الخلاف مع الأصيل الأصيل

ودارت بيننا سجالات وحوارات وخلافات لعقد طويل

كان محور خطابه سنطوي صفحة الخلاف يوم تخرج القوات السورية من لبنان

ورغم كل الإغراءات والتهديدات لم يطو خطابه النسيان

ولأن التاريخ شهادة الحضور ولأنني كنت الحاضر وكان كثير سواي غائب

فقد تصادمنا مرات على الفضائيات وكنت أقول مطلبكم يشبه ما يطرح الأعداء من مطالب

فقال ستفاجاون اننا عندما يتححق ما ندعو اليه سنكون في الجبهة الأولى للدفاع عن المقاومة

فاللبنانيون الذي آمنوا بالتحرير لن نتركهم يستهدفون ولن ندعهم عرضة للمساومة

وسترون ان من يحالفونكم اليوم ويصفقون للوجود السوري

سيزايدون علينا أننا تخلينا يوم يرون الغرب وإسرائيل يهاجمون سوريا وينسون شعارهم مؤقت وشرعي وضروري

ودار الزمان وخرجت من لبنان القوات السورية

وإلتقينا قبل عودته لبيروت على أثير الإذاعة البريطانية

وجدد ما وعد به ودعا للإستراتيجية الدفاعية

و كانت التحولات التي صدق فيها فيما توقع وبدات تلاوة السير النادمة

فما بقي من حليف لسوريا إلا من كان فدائيا للعروبة والمقاومة

وصار المتزلفون والمتزحلقون والمتحولون يتحدثون بفعل الماضي الناقص

يقولون كانت إرادتنا مسلوبة وكان زمن الوصاية مسؤولا عن كل النقائص

و يلصقون بسوريا التي جمعوا لحم اكتافهم من خيرها ما ترتعد له الفرائص

فالقتل والنهب والسلب والفضائح كلها سورية وهم اجبروا حتى على سرقاتهم

وصارت سوريا من صنعت لهم مكانة سببا لخيباتهم

و تبين الميزان في تموز على أبهى الحلل

وراينا ما كنا  نظنه الأمر الجلل

راينا على ما يرى النائم  في منامه من اشباح

أن الحلفاء أيدي سبأ تشتتوا ويطلبون تسليم السلاح

ولم تعد القضية قضية الوصاية ولا الوجود السوري

وصارت نفس التهم بالقتل والإجرام للمقاومين وضاع الخطاب عن واجبها الدفاعي الضروري

ووقف الجنرال وقفة الفارس الذي ننتظر

لم يسال هل سيكون سيد المقاومة شهيدا او منتصر

فقال يشرفني ان اهزم مع اخي على ان اقف مع العدو وانتصر

وقال ليس لدي ضمانة بالنصر ولكن لدي امانة

انني ما خنت يوما ولن انتهي بارتكاب الخيانة

وكان واحدا من شركاء النصر كما قال السيد في خطابه

وكان للتاريخ من يدخل من أوسع أبوابه

وهانحن اليوم في مفصل التحولات الدولية والإقليمية الكبرى وبقيت بعضها معلقة

حسمت اغلب المسائل من مكانة إيران ودور سوريا و خريطة المنطقة

وسيتقرر على مكانة السعودية مستقبل التوازنات الحاسمة

واللعبة المذهبية و هوية الدولة الحاكمة

القضية الفاصلة هي الوجود المسيحي كقيمة مضافة

به تكون الدولة مدنية او تكون عثمانية او دولة الداعشيين امارة  او خلافة

ومن لبنان يكون حسم الصراع على العناوين في السياسة

المسيحيون في لبنان وحده منهم وبهم تتأثر هوية الرئاسة

هذه هي القضية والقطبة المخفية

الحكومة الجامعة ربط نزاع كما هو حال  جنيف في القضية السورية

منع انفجار وليس انفراجا ولا حلولا للقضايا العالقة

بل تأجيل حسم و تجميع اوراق تحكمه معادلة شائكة مفارقة

في سوريا التاجيل يضع المبادرة للجيش في الميدان فيرسل الاميركي ضده السلاح

ويدعو للحوار ولا يخجل بل يخشى من قيام الجيش بالإجتياح

وفي لبنان يخشى حكومة تستفز حزب الله وتؤدي إلى ما لا تحمد عقباه

لكنه يخشى دخول الجنرال إلى حلبة الرئاسة بكل قواه

فيستمد المسيحيون في الشرق دورا يؤكد ثقلهم النوعي

ويعود للدولة المدنية مبررها و ووجودها الشرعي

وتسقط الوهابية من كل بلاد الشرق والأمصار

وتتجه الدول نحو الهدوء بعد العاصفة والإعصار

صباح الخير للجنرالات يحسمون الصراع

من مصر لسوريا للبنان والعراق بوجه الثعالب والذئاب والضباع

صباح الخير لوقفة رجل بوجه حق ضاع

فما ضاع حق وراءه مطالب لا يساوم

صباح الخير للجنرال المقاوم

 

ناصر قنديل

2014-01-29 | عدد القراءات 7296