صباح الخير للوفد الإعلامي السوري – ناصر قنديل

صباح الخير

 

صباح الخير للناس الذين يسمعون كل يوم ألف ملاحظة

صباح الخير للذين يقولون لهم لستم بالمستوى بلا مؤاخذة

فلستم الجزيرة ولا العربية ولا حتى محطات منافسة

ومرة انتم قناة عاشرة بعد الألف  وفي أحسن الأحوال بعد  المئة خامسة أو سادسة

ربما في النقد بعض من الحق بقياس ماكان

وربما بعض من الحكم بسبب تفاوت الإمكان

لكن من يتابع ويقارن و يحكم وفقا للمعايير

فالبشر والناس  هم السلاح الخطير

صباح الخير لمن واكبوا من جنيف وفد سوريا و أعمال المؤتمر

بضعة من رجال ونساء يكفي انهم كانوا تحت البرد القارس والثلج والمطر

مقرهم في الهواء الطلق تحت الصفر الحرارة في اللحظة الحارة

تزرق شفافهم و ترتجف من البرد عظامهم و أوجاع في البطن والخاصرة

ولا يغادرون كغيرهم فهم هنا للوطن وليس في الوطن مغادرة

يلحظون وفدا من الإئتلاف فتركض إليسار لتسأل بسرعة خاطرة

يتدافعون حولها فتمر  خلف المتحدث أمام الكاميرا وتقول  على الهواء وترسل الإشارة

لا تصدقوهم كلها أكاذيب ويخرج  صوتها شهادة حية سورية

و تلك رانيا الذنون تتجلد و ترفض الإنسحاب فهي تمثل قناة الإخبارية

و ذلك حبيب مدير الأخبار يصير مراسلا حربيا يحمل رشاشات مذياعه

ويسأل أسئلته الخبيثة و يفرد ثقافته فهي اليوم لحظة إستماعه

مرة ومرات أسئلة يظنها المجيب من حبيب أسئلة غبية

 فينفضح من تتمة السؤال فهذه هي الحرب الإعلامية

طلقة جنب الأذن ليستدير الرأس وتسدد الثانية في الجبين

هكذا هو شغل المعلمين

و سامر يوسف صاحب اذاعة الشام الخاصة يحرج الإبراهيمي بسؤال لا يكتمل

فتلك رصاصة تطوش وان لم تصل

وهناء الصالح النجمة المتألقة وتوأماها في الشام وهي بالشام متعلقة

سؤالها بألف و محاورها يضرب كفا بكف وإبتسامتها مشرقة

وعماد  سارة يعطي الإشارة

و أحمد ضوا

سانا تشعل ضوا

ووضاح عبد ربه

يركز على الجوهر الدقيق في التحقيق وهم تهمهم المسبة

فيبلع الريق ويكمل واجبه تجاه الأحبة

فثمة وطن وقضية وليست قضية شخصية

إلا فمن يعرف وضاح يعلم انه شديد العصبيه

للاحهم بكف من حواضر البيت

كما عروسة اللبنة بالزيت

ورامز ترجمان المدير العام

هو بينهم بلغة الإشارة لتوزيع الأدوار ترجمان لا ينام

و توزيع حكاية الإرهاب  بكل اللغات على أقراص

كأنما جبهة حرب كلها رصاص

قد ننسى الكثيرين لكننا لن ننسى كيف كانت العربية والجزيرة تخشى حضورهم في المؤتمرات

وكيف يمر صوت سوريا وحضورها في سيطرة بين مئات المراسلين والمراسلات

إنهم جيش يتحرك ويسيطر على الإعلام قالت وجد وقفي على الجزيرة

وقالت البلهاء  مكتبي مراسلة العربية إنهم يتنقلون خلفنا ومعهم تجهيزات خطيرة

ومن يعرف يعرف ومن لا يعرف يقول كف عدس وتتمة السيرة

تجهيزاتهم التي لا تملكها العربية ولا تنالها مثلها غادة عويس في الجزيرة

قلوب ملؤها الدفء وملؤها الحب لوطن وقضية و ثقة لا سقف لها

من شاهد النقل المباشر على العربية تمتع بمشهد الوجوه الصفراء للإئتلاف كما إشتهى

فاللحظة ستأتي عندما يطل مراسل سوري بالسؤال

وما  نفع حشدهم الإعلامي ما دام قد تحول ضدهم و صار المنبر كله صعب المنال

فقد إحتل الهواء من يليق بهم الهواء مهما تعدد وتغيرت الأسماء

فهم رسل الحق ولهم الحق بعد طول الحصار بتعليمكم كيف يستغل الهواء

حاضرون رغم قلة العدد وضيق ذات اليد في كل مكان و في المكان حاضر أو حاضرة

من أين يجيئون وكيف يمسكون الكلام و كيف تأتيهم سرعة الخاطرة

ومن ينسق حضورهم ويوزع الأدوار بينهم و ما  هو سر المبادرة

وهم بالحدس والقلب بوصلتهم للتوزع والتنقل والتبدل والحضور

لم يهابوا أن يستقبلوا  على الهواء من كان يحلم ان يحضر على التلفزيون السوري

ولم يكن ثمة رقيب  فالحاضر هو إعلامي سوري وهو ضمانة الحضور

فلتقل سهير الأتاسي لغوها الممجوج فستتكفل إليسار بالتتمة و المحاججة

و ستبدو الأتاسي بعد أن ظنت نفسها لبوة أنها مجرد دجاجة

و ها هو أنس العبدة يصرح بقبول مضامين الويثقة التي قدمها الجعفري في الإجتماع

وإذ يرفضها وفده ويخرج يصرح ضدها فيسقط الكر في حبل الرسن بعد ان ضاع

هذه ليست مجرد حرفة أو مهارة

إنها مواهب الصياد في رمي الصنارة

ومثابرة الطائرالحفار في نقر الصخر و النقار منقاره

وتحليق النسور فوق القمم

وتعالي الجريح على الألم

إنها الكفاءة

و ذكاء البراءة

و الموهبة والإحتراف

و أمام الوطن سر الإعتراف

كم كان المؤتمر منبرا نحتاجه لنشهد هذه الشهادة

لنطوي صفحة التأفف و لنفتخر بإعلام يعرف  كيف يجدد الولادة

نحيي الوزير والمدير والفنيين والمصوريين و نخص الوجوه التي أدمنت التعب

والتحية للرئيس الذي منح حرية التصرف لإعلام حر إن قال أو كتب

نقول صباح الخير لكم بلا إستثناء فقد إستحققتم أوسمة من ذهب

فنجان قهوة لم تشربوه في جنيف مع رذاذ المطر في الشام اشهى وأحلا

مع صوت فيروز وصباح الخير وكل صباح وصوتكم أعلا

 

ناصر قنديل

2014-02-03 | عدد القراءات 5079