صباح الخير للعد التنازلي – ناصر قنديل

 

صباح الخير

صباح الخير لما قلناه قبل عام

صباح الخير لما قلنا لا تجزعوا لن تسقط الشام

اليوم قد يبدو من نافل القول الكلام

لكن وقتها لما بدأنا العد التنازلي

وقلنا اليوم سنعد للمئة و كان كلامنا في الميدان كأي مقاتل

وكم سمعنا من تشكيك في الأيام الأوائل

فكان الغرب والعرب يقاطعون سوريا ويقفلون لها السفارات

وكان الأطلسي يتحدث عن منطقة حظر جوي  والبدء بالغارات

وكانت الجامعة العربية

تطلب القوات المتعددة الجنسية

وكان المسلحون يقتربون من كل إتجاه ويتحدثون عن الضربة الآتية

مرة يقولون بركان حوران ومرة إعصار حلب ومرات للشام ريح عاتية

وكانت الوفهم  تتسع للمزيد

و سلاحهم يصل بالبريد

كانت تركيا تحشد قواتها

وفي الأردن تقام المعسكرات ووتدرب المقاتلين في معسكراتها

وقطر

تعلن ضوء الخطر

ومصر الأخوان

 يستعدون للدخول في الميادن

والسعودية

 تشارو القوات الباكستانية

و الليرة السورية تهوي أمام الدولار

وكل يوم إختناقات في الأسواق فقدان للسلع وجون في الأسعار

وتهريب وفساد وضياع ومواقع تسقط  ومحاصر قد جاع

وفي شمال حلب وجنوب درعا نسمع عن سقوط القلاع

وفي الشام وحمص وحماة والرستن والقصير نسمع عن ساعة الصفر القريبة

في يوميات الحياة وفي تفاصيل الميدان وفي الرؤية السياسية كانت اللحظات العصيبة

فكان العد التنازلي بنظر الكثيرين حلم ليلة صيف

كثيرون قالوا  ولو يا استاذ انت ترتكب  مخاطرة العمر وتضيع ما  بنيت يا حيف

تريد  رفع المعنويات وتخوض حربا  نفسية لا أساس لهما ولا من يحزنون

فهو ضرب من العناد حتى الجنون

وقالوا الحرب الشاملة على الأبواب

حسم بالأساطيل والحرب الإقليمية وتصفية الحساب

فلن تنتهي بلا حرب شاملة

نقطة على الفاصلة

كانت هذه هي المسألة

وعليها تبنى المحصلة

وكان المخالفون من الخصوم والأصدقاء

الخصوم موهومون بما يقال ويعطى لهم

من الغرب سلاح ومن الخليج أموالهم

والأصدقاء كانو يجمعون أن هذا الإحتقان وهذا الإحتباس

هو بداية الحرب  الكبرى والشاملة وهكذا يجب أن يقاس

و أن التصاعد و التعقيد  لم يعد ممكنا أن ينتهي

فالتفاوض يحتاج إختبارات الحرب وليس كما نشتهي

وبين الأصدقاء من كانوا مثلنا واثقون من حتمية الإنتصار

ومنهم من كان متثاقلا بقولها لكنه كان يحتار

و كان رأينا  مبنيا على حساب السياسة الدقيق

وليس مهما ان يختلف معنا خصم او صديق

ولا ان يرى الآخرون ما لا نرى ولا  نقصد هنا المفاضلة

المهم أننا كنا نرى أن إختبارات القوة لا تحتاج حربا شاملة

وأن الأميركي سيحسم أمره وإستراتيجياته مع نهاية المئة يوم من الولاية الجديدة للرئيس

إما حربا يخوضها بعد أن يقيم حسابات السيطرة ويقيس

نصر بالضربة الخاطفة دون التورط بحرب كالعراق وأفغانستان

و إلا إن كانت المعطيات أن الحرب اشد قسوة مما كان

وأن التورط محسوم بإستنزاف مفتوح لا ضوء في نهاية النفق

فلن يذهب لحرب يعرف انها ليست حربا على الورق

وان الميدان سيسقط فبه جيشه وان الإقتصاد ذاهب للغرق

فسيلملم أوراقه نحو التفاوض ويقول أوباما إلى لافروف فورا يا كيري

و سينتقل للتهديد بالحرب والتصعيد بخطاب الغرب لكن للتفاوض  كي يبيع ويشتري

ودار الزمان وكان ما كان ومرت المئة يوم وفي ختامها كان اللقاء الفريد

كان كيري لافروف وكان إنذار سيد  المقاومة و بدأ تلازم  التفاوض  والتصعيد

وعاد التشكيك من جديد

فقالوا قلت أن الحرب ستنتهي وها هي تستمر ولم يحدث  ما  كنت تقول  وتعيد

ونعيد اننا قلنا ان قرار الحرب الشاملة الى السقوط وليس افعالها

وان التفاوض لا يعني نهاية الحرب بل يعني اشتعالها

لكنه محكوم بسقف ممنوع الإختراق

عنوانه لعبة التفاوض لمنع الإحتراق

ولما قرعت طبول الحرب وجاءت الأساطيل

وفرفك الكثيرون كفوفهم وقالوا اين صرت بالتحليل

وقالوا  كلهم انها الحرب واقعة

قلنا سنذكر بعضنا ان وقعت الواقعة

فما يجري تتمة التفاوض وسيكون له حل سياسي

وجاء التفاهم  الكيماوي وتلاه التفاهم مع ايران وصار جنيف وبان الخط الأساسي

كم من مرة قلنا ان العام الحالي هو عام السياسية بامتياز

وان الانسحاب من افغانستان هو محور الانجاز

وها نحن اليوم معكم نطلق عدا تنازليا لمئة يوم جديدة

مع نهايتها سنحتفل في شهر اياربالنهاية السعيدة

النصر العسكري والنصر السياسي

و نهاية المآىسي

والإستحقاق الرئاسي

ونفرح بعودة الأسد

وخلاص هذا البلد

فإلى المشاركة في عناوين الأيام يوما بيوم

في الحق لا نخشى لومة لائم ولا يثنينا عن الحق  كثرة اللوم

سنمضي معا للعد التنازلي الجديد

الثلاثاء القادم ونستقبل اجوبتكم رسائل الهواتف والبريد

لنحتفل بالصباحات وقد عادت حرة

مع فيروز وفنجان قهوة مرة

و صوت زغرودة في شوارع الشام

حماة الديار عليكم سلام

 

ناصر قنديل

 

 

 

2014-02-04 | عدد القراءات 11976