صباح الخير
صباح الخير لأيام يسجلها التاريخ علامات فارقة
في سجل الأحداث تحدث الفرق وتشكل المفارقة
فما قبلها ليس كما بعدها بليل او نهار
هكذا مثلا يوم التحرير في ايار
وهكذا يوم النصر في تموز
يوم يصبح جائزا ما كان لا يجوز
من هذه الأيام المزدوجة الرمزية في تاريخنا القريب
منذ ثلاثين عاما كان السادس من شباط يوما بمفعول السحر العجيب
وقبل ثمان سنين
كان السادس من شباط تغييرا نوعيا في الموازين
يوم مكرر نادر في رسم المسارات
قبل ثلاثين كانت الإنتفاضة التي غيرت وجه لبنان والمنطقة
عندما قام الشعب بشبابه وثواره بإطعام العدو السم بالملعقة
فرحل المارينز عن لبنان وسقط إتفاق الخنوع لإسرائيل
وصار لبنان مستقلا قادرا على تقديم المقاومة خيارا بإثبات الدليل
و تحركت أفواج المقاومين صوب الجنوب
و تعدلت موازين الهوية اللبنانية بعروبة مقاومة لا تعرف الهروب
و كان للإنتفاضة رجال وبطل و خطة عمل
كان تحالف وطني يمتد من الجنوب للشمال والعاصمة والجبل
وكانت سوريا واسدها في كل لحظة شريك بما سيحصل وما حصل
و على الضفة المقابلة
كانت الجيوش التي نراها اليوم في سوريا مقاتلة
أمريكا كانت بقوات المارينز على ساحل بيروت والبحر بأسطولها
و كان الأتراك يحشدون على حدود سوريا بعرضها وطولها
وكان الخليج يمول حربا ضارية ضد إيران
وفي سوريا بدعم سعودي أردني كانت فتنة الأخوان
وكان الإحتلال الإسرائيلي على أبواب بيروت
وفي كل يوم تجريف حقول و هدم بيوت
و معتقلات تعج بالشباب من انصار إلى عتليت و الخيام
وما كانت المقاومة بعزم اليوم ولا كانت الأيام كهذه الأيام
و في قلب ليل لا يعرف النوم
تجهزت نخبة القوم
و تحدد الموعد المطلوب بدقة
و إستعد الشباب و تجهزت الرفقة
و شحذ السلاح البسيط بعدما سحب من تحت التراب
وخلف جدار أو وراء باب
وليلة السادس من شباط قبل ثلاثين سنة كان الموعد مع الخطر
كانت سهرة للصبح ومع الفجر تحت المطر
كانوا عشرات على تخوم بيروت في الصباح
وحتى المساء صارت بيروت غابة من السلاح
في ساعات محدودة كان إنتصار الإنتفاضة بإسترجاع العاصمة
وكان الحكم و المارينز وإسرائيل قد تلقوا صفعة لن تقوم لهم بعدها قائمة
و بدأ تهاوي حجار القلعة التي بانت من الخارج محصنة
وإذ هي كبيت العنكبوت وقد هجرته من سنة
خيوط هالكة و خيوط تسندها خيوط
ليس لها الحول والقوة لفرض الشروط
ولا القدرة على التلوي والضغط كأقدام الأخطبوط
كله وهم بوهم
وقد حان وقت الحسم
و طار إتفاق الذل مع إسرائيل
ورحل المارينز و زال ليل العبودية الطويل
وإنطلق طوفان المقاومة
من الجبل للجنوب بلا مساومة
و خرج زعيم الثورة الشعبية مظفرا يعلن البدء بتحرير البلد
الأستاذ نبيه صار كلمة السر وها هو من الشام يحيي الأسد
بإسم ضاحية شموس
يعطي الدروس
ومن بيروت أم الشطآن
يعلن العصيان
و في الجنوب الراعد و البقاع الواعد
تتاشبك السواعد
و ما بينهما جبل أشم
مصير لبنان إرتسم
وها هو السادس من شباط الثورة التي لم تنه ولم تكتمل
يعود بالشريك المسيحي ليقول ليس مهما إن تأخرت فالمهم ان تصل
جنرال الرابية والضاحية عون للمقاومين
يلتقي في الكنيسة سيد المقاومة و يدا بيد يا نصرالله إلى النصر المبين
تكتمل أسوارة العروس في زند الوطن
و تصير تعويذة بوجه المحن
يلتقي الفارسان
في لحظة الوجدان
و الشعب الذي كان يخاف شرور الحرب الأهلية
وجد في الميثاق الجديد بوليصة الأمان والتأمين الضرورية
وجاءت حرب تموز وكان الإمتحان الكبير مجلجلا
فزال الخطر بقوة الصمود و التكافل والتضحيات والعزم والحسم وجاء النصر بالغار مكللا
فصار للسادس من شباط مكان أيقونة
و صار صباحه ذكرى لأيام ميمونة
فصباح الخير للذين صنعوا المجد و السؤدد
و الأوطان تبنى بتراكم أيام لا تبعد
مهما مرت الأيام تبقى للسادس من شباط تلك المكانة
صباح الخير للنبيه من حمل الأمانة من صاحب الأمانة
صباح الخير لسيد المقاومين نعمة الله علينا أن نحيا زمانه
صباح الخير للجنرال خنجر في جرح العدو وترياق لسم الخيانة
ناصر قنديل
2014-02-08 | عدد القراءات 6662