صباح الخير لمعان والشهداء المظلومين – ناصر قنديل

صباح الخير

 

صباح الخير للدم الرطب ولزوجة الإنزلاق على وجه التاريخ

صباح الخير للشهداء يسقطون بسكاكين الذبح الحلال وليس بالصواريخ

في الحرب يسقط الأبرياء عفوا و بسقوط القذائف او إنفلات الرصاص

أما أن تدخل جحافل مدججة بالسلاح إلى بيوت الناس وتنزل بهم الموت قصاص

فهذه هي الجريمة بحق الإنسانية و هذا هو التطهير العرقي وهذه هي  جرائم الحرب

تماما كما يحدث في فلسطين عندما تدخل جحافل المستوطنين فهي لا تتوه في الدرب

ولا تقتل بالصدفة

ولا تحرق البيوت بيد مرتجفة

هي تعرف ما تريد

و تنفذ بيد من حديد

إبادة جنس أو لون أو عرق

بين الوهابية والصهيونية ما هو الفرق

يسقط أبرياء برصاص و قنابل الجيش

وأحيانا يسقط ضحايا بسبب الطيش

لكن هل يطهر الجنود منطقة على اساس الدين والمذهب

ويقتلون ويذبحون ويحرقون الأطفال والنساء ككوم نفايات في المعلب

إسألوا ماذا جرى في ريف اللاذقية

وماذا جرى في عدرا العمالية

وماذا يجري في معان

إلا متعة القتل للقتل بالتصميم والإمعان

تدخل داعش أو النصرة أو العلاليش

خنازير أو ذئاب أو ضباع وكلاب تهيش

إنظروا للجثامين المسجاة وأحجامها تعرفون الطفل من الجثمان

البكاء على الإنسانية في حمص والجريمة بحق الإنسانية في معان

صار إدخال المؤن للمسلحين مهمة إنسانية تستنفر لها الأمم وتسير قوافل تحمل أعلامهم

بينما مجرد خروج الأباء و الأمهات مكرمة كافية بحق من يشحنون بالحقد أولادهم

وصارت المجازر المنظمة و خطط القتل والتطهير المحكمة لا تظهر خبرا في إعلامهم

أليس هو مشهد ما كان يجري في  جنوب أفريقيا مع السود

ليس البيض أبناء المذهب الذين يقتل منهم البوطي وسارية حسون كما كل سوري من الأسود

البيض العنصريون هم الوهابيون الذين يقبضون ويدينون لبني سعود

بيض في التمييز العنصري وسود الوجوه دنيا وآخرة

فالقاتل بدم بارد  لطفولة أو براءة ام على أبنائها ترتجف ساهرة

كقتل محمد وعمر وخالد وقتل  علي والحسين وكل الصحابة الطاهرة

ليس عيبا ولا تحريضا على ردود أفعال طائفية أن نكشف الظلم والعهر والفجور

الرد  ليس من نفس صنف الجريمة بل بالوقوف وراء الجيش الجسور

الرد بأن يلتقي الأسود من كل الطوائف والمذاهب لتطهير بلادهم من هذا الدنس

و أن يزمجر الأسود و تعبس وجوههم ويتعكسرون في جيشهم وإحذر الليث إن عبس

الرد بأن يقف وفد الأسود في جنيف حدادا ويفضحوا جرائم الإئتلاف

و ان يوزعوا صور ووقائع المجازر بيد لا تهاب ولا تخاف

أن يضعوا بندا أول قبل بدء المفاوضات

مجيئ لجنة من الصليب الأحمر إلى معان تبدأ التحقيقات

و أن تخرج إدانة للجريمة من مجلس الأمن والأمم المتحدة

وأن يعترف الإئتلاف بالجريمة وأن صفوفه كلها إرهابيون و ليس مجموعات متشددة

يكفي الندب المنافق على مسلحي حمص يا بان كي مون

يكفي الحديث عن وقف للنار مع من لا يمون

يكفي تشدقا بالمدنية يا غليون

وأنتم كلاب الصيد امام جمع الذئاب

وما الفرق هنا بين الذئاب والكلاب

وكفي إدعاءات طهر وبراءة من الأتاسي

 وتاريخها والصورتحكي لمن هو ناسي

أو صبرا والجربا وسيدا وسائر الأمراض المعدية

وشلال الدم والمقابر تملأ السهول والجبال والأودية

صورة الإئتلاف الحقيقية قي الميدان

في ريف اللاذقية وعدرا ومعان

وفي الميدان فقط يكون الإمتحان

ويهان المنافق أو يهان

و في جنيف يتكرس النصر السياسي والإعلامي والديبلوماسي

لنقول صباح الخير للشهداء و نبكي دمع الصباح للمآىسي

صباح الخير لكل من وجب أن نؤاسي

صباح الخير للدم يبقى صانع المجد الأساسي

 

ناصر قنديل

2014-02-10 | عدد القراءات 4770