صباح الخيرأمي – ناصر قنديل

صباح الخير يا أمي قولها لكل أم تحياكم أو تحيون بها

للأم التي ولدتكم والتي  حضنتكم أوالتي بالدمع تتذكرونها

صباح الخير يا أمي

صباح الخير كم كنت وبعد الغياب ما زلتي تحملين همي

صباح الخير للحظة الإشتياق

وضمة الحضن وشمة العنق كالعشاق

للوقفة في صف الهوا وأنا احمل السلاح قبل خمس وثلاثين عاما

تبحثين بين المقاتلين عن وجه نحيل وجسد كخيط عتمة وبضع شعيرات في الوجه تلقي السلاما

وتقولين هوذا إبني توقف تقولين للسائق في سيارة الأجرة انده ابو عيسى

تحرصين على سرية النضال و اسمي المستعار والليل قد امسى

ربما تشمين رائحة الطفولة فتعرفين انه ناصر

امي ولهفة القلب في اجتياح بيروت يوم كنت وغالب محاصرا يرافق محاصر

امي كم أشتاقك واشتاق ابي و دمعة تكتب  لحظة الوداع

انت كارض الجنوب لا الدم ولا الدمع في إشتياقها ضاع

تزهرين الف ام والف الف وردة

كل ام تودع شهيدا من ابنائها لها منك الآه والنهدة

كل ارض تستقبل جثمان مقاوم فيها منك بعض تراب

كل زوجة وابنة في كل بلاد الاحرار تفقد حبيبا او قريبا هي منك تبكي احد الشباب

امي والكلمة اهوى تردادها

يحيا كل من اشتاق واعادها

امي عيناك حجارة الضوء المتدفق

أذكرها في القلق والخوف والشوق و القلب يحترق

امي واليدان تحضنان الخدين ويرتمي راسك على صدري

وتقولين تقبرني ريتك انت بتحفر قبري

ابكيك اليوم ككل الامهات يبكين الاف الشهداء

عيدك الذي  جاء هذا العام كأعياد كل الأمهات متشحا بالسواد

نزفا وقهرا وظلما لمن غادرونا و حداد

سيبقى الفرحة التي تضيئ ليلنا الطويل

وتجعل المعجزات تأتي من المستحيل

هو النصر البارق  على ثغرك إبتسامة

و الغضب  من سماع الملامة

أولادنا تعلموا وتخلقوا لكنهم وهبوا أنفسهم للوطن

تنتقدونهم بدلا من ان تستجيروا بهم بوجه المحن

هذا قولك لجلسات الرفقة النسوية

في الصبح والعشية

تفخرين بنا ونحن بك نعتز ونفخر

صرنا  كهولا وصار أولادنا أكبر

غادرتنا قبل الآوان ككل جمال يغادر أبكر

صباح الوجه المنير كالشمس في إستدارة النهار

صباح الفجر والإنتصار

صباح القلب الكبير والعقل المثقف بالقرآن وسير الأنبياءو الأئمة

و بقعة الضوء التي تتحول صبحا في نهاية الليالي المدلهمة

وهمة لا تعوزها الهمة

صباح ترويقة الخيز والزيتون والزعتر

صباح التحويشة العصرونية والزعتر الأخضر

صباح التين والزيتون

صباح الحضن الحنون

صباح الأب الحبيب الراحل برفقة دربك

صباحكما معا ولا ننسى منك له وردة حبك

صباحك ابي ما احلاك تعلم

صباح الخير لكل استاذ معلم

صباح الربيع يزهر من تراب طاهر

لا تغشه ولا  تهمه المظاهر

صباحكما لتواضع الروح العالية

صباحكما و سيرة الحياة على الطريق آتية

جمال اللقاء بكما بعد طول غياب

عزاء أن نترك ساحات الحرب ندق عليكما في العشية الباب

وتشرقان بإبتسامة الفرح وغصة الدمع و ينفتح الحضن والذراعان للهفة اللقاء

إشتقت و الشوق بين الحنايا والضلوع

يوقف الحروف و تنهمر الدموع

صباح الخير لكل الأمهات

صباح ملؤه الاهات

صباح أرق من النسمات

قبلوا أقدام أمهاتكم قبل أن يفاجئكم الرحيل

تعرفون معنى القول ووهم الكبرياء وأكذوبة العمر الطويل

للأم والمعلم تجتمع تحية الصبح هذا اليوم

وحلاوة أن تطبع القبلة على الجبين الذي علمنا حب الوطن كالصلاة والصوم

صبح لا يحلو بعده نوم

 

ناصر قنديل

 

 

 

 

 

2014-03-20 | عدد القراءات 4834