صباح الخير للبوسفور والدردنيل - ناصر قنديل

 

صباح الخير لطريق سوريا الطويل

فكل حروبها في مسار تغيير المستحيل

هي سوريا التي غيرت مسار حروب الفرنجة إلى حطين

وجعلت كل حشود الغرب تتبدد وقرارها يستكين

وتعيد القدس للعروبة مجدها

و في الحرب  تكتب ردها

وهي سورية التي في اليرموك حسمت للإسلام الفتوحات

و أحكمت لدولته السيادة وترسيم المعادلات

فصار ممكنا لسورية ايضا فتح الأندلس والصين

وان يكون لها المجد من المشرق للمغرب بالدولة والدين

ولسورية كان السبق بثورات العرب في مطلع القرن العشرين

فسميت برفع العلم بدمشق بالثورة العربية الكبرى

و إنتهى بها حكم بني عثمان ووارى الثرى

ومنها حروب الإستقلال على الفرنسيين و إرادة الثوار

من يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وهنانو وصالح العلي وحرب الغوار

حتى حرب جيش الإنقاذ يوم ضاعت فلسطين كانت بالأساس  حربا سورية

ويوم الوحدة وحلف بغداد كانت سوريا قلب العروبة وعنوان القضية

هي سوريا نفسها في حرب تشرين

تعيد رسم الخريطة من العرين

وبدعم المقاومة تغير توزانات المنطقة

وتدفع إسرائيل لتلف على عنقها حبل المشنقة

و بمشروع البحار الخمسة للأسد العقل المخطط

من قزوين للأسود والخليج والأحمر والمتوسط

وها هي حرب سوريا اليوم تغير انظمة وحكومات وامراء ارادوا تغييرها

وتدخلوا وقتلوا ومولوا وحاولوا اللعب بمصيرها

وها هي تركيا التي يحاول بنوعثمان استخدامها مسرحا للعبة الجديدة

لحماية اخوانهم ونظامهم والهروب من مواجهة جبهات الداخل العديدة

بعدما حارت ودارت ووسطت ايران لقبولها ان تراجع

وسوريا تصر على ان يكون هناك تصحيح للمواقع

اقفال للحدود وتعلم من درس يبرود و ليس اعتذارا غب الطلب

ولا عبثا بالاعراق والإتنيات من زارة إلى كسب

وجن جنون أردوغان واوغلو

فامروا جنودهم وتوغلوا

يظنون الفرصة بإستغلال حرب القرم

وترك الغرب يتلقى منهم أخذ العلم

ورهانهم ان التصعيد في لحظة ارتباك الغرب

سيضع المنطقة على فوهة بركان او حرب

وسيجد اذانا صاغية

ليثبت في انقرة حكم الطاغية

فهو القادر على اغلاق البوسفور بحجة تفتيش السفن الروسية

طالما يعتبر بحال  حرب يحق له منع وصول السلاح لسورية

وبهذه الحال هو المعتمد

وهو السند

لكنه الطوراني المتعجرف

قد يعرف اولا يعرف

ان صاروخا واحدا يسقط فوق اسطمبول

يعادل غزو الجيوش والأسطول

فالأتراك ليست حربهم

بينما السوريون قد فرضت عليهم دربهم

والأتراك حكما سيسألون

لحساب من سيقاتلون أو يقتلون ويقتلون

بينما ليس لدى السوري إلا أن يقاتل دفاعا بوجه كل عدوان

بعدما دمروا بلاده وخربوا إقتصاده وباتت الحرب هي العنوان

بينما التركي يضع نفسه بين اربع زوايا المطرقة والسندان

سوريا وروسيا والاكراد وايران

فالحرب في البوسفور والدردنيل

تعني حربا لحساب السعودية وقطر واسرائيل

رباعي بوجه رباعي يريدها اردوغان

فليلعبها مفتوحة وسيرى كيف يصير السيد في الحرب هو العنوان

صباح الخير للمفاجآت إن تورطوا وتابعوا المسار

صباح الخير إن كانت الحرب هي الخيار

صباح الخير لما كان وما سيكون

قد إشتقنا لصباحات الإسكندرون

 

ناصر قنديل

2014-03-27 | عدد القراءات 5840