صباح الخير عندما يحفظ الأمانة الأمين
صباح الخير في لحظة الإختبار الصعب بعد مرور إثنتين وعشرين
من صار رئيسا لمجلس النواب منذ العام إثنين وتسعين
جاء من صفوف الشعب مدافعا عن الفقراء والكادحين
و كان الرهان كما في السياسة ان اللعبة الطائفية ستسرقه من خط المقاومة
فلعبة السلطة والمال مغرية و قاعدتها الصفقات وآخرها بيع وشراء وشرطها المساومة
جاءت حرب تموز و بعدها الإعتصام وبعده الحكومات والإنتخابات و محطات لا تنتهي
فخاب فأل المراهنين على تبدل نسر عين التينة إلى غراب يلحق الجبن و يشتهي
و بقي النسر نسرا لما تروم رؤيته الأعالي
و بقي للمقاومة جسرا يسهر على حراستها الليالي
يناور ويداور ويفاوض لكنه وقت الحرب لا يبالي
يجاهر و صياد ماهر
ووقت التفاوض قهار يقاهر
و داهية ماكر
ووقت المواقف والحزات أسد الميادين والمنابر
إلا أن الطائفية مرض قاتل
و الرهان من طرف أصحاب المال كان على كسب مقاتل
إن وقف في صفهم سقطت راية الفقراء
وسقطت كل مطالبة بوقف التشريع على قاعدة صيف هنا وهناك شتاء
فترنخوا ووضعوا أقدامهم في الماء البارد
فحزب المال وطني بإمتياز يعبر الطوائف و له في كل منها موائد
و خشية ان يترنحوا وضعوا أيديهم في جيوب المتنفذين في طائفة هذا المارد
عسى ولعل الشركات العقارية والمصارف
تجعل منه مثل غيره بقوة المصالح رجل السياسة الخائف
و أغرتهم كلماته يوم قال للنقابات لا اشرع تحت الضغط
و صرخ بوجههم لا أحد يضع على بري أي شرط
فقالوا إجت والله جابها
وأبدت جمعية المصارف إعجابها
وذهبوا بمعية الحاكم
لصعود السلسة على السلالم
وتمييع المطالب
و ولى زمان ما ضاع حق وراءه مطالب
فيكفي أن يغمض بري دون ان يوافق
و أن يدخل اللجان نائب منافق
أو يغمض بري عينه الشمال
ويتكفل بالباقي نائب محتال
فيمر ما يريده أهل المال
و الحل والربط والحرام والحلال
فلما حلت ساعة الحساب
وتحدث بري بكشف الحساب
وقال أتعرفون كم هي أرباحكم
وكم أطلب منكم من أسماككم
لا رأسا ولا ذيلا بل بعض الحسك
ولكم يبقى كل السمك
لكن لا يعقل أن تكونوا القطط السمان
وفي البلد مليون جوعان
فرضت عليكم المساهمة
وإنتهت هنا المكالمة
حسبوها خسروها
رفع الصوت لن يفيد وعينا أن نصمت
فبري إن أغضب لن يسكت
ودارت الجولة والصولة
وربح بري أول جولة
وثبت أن الرهان كان خطأ و خطأ كان المكان
وأن رجل الدولة يعرف معنى السلم الإجتماعي وعلاقته بالإستقرار في كل زمان
ومعادلته مهما ساير و سهل لرجال الأعمال والمال والتجار
أن يحفظ السلم والإستقرار
و أن يبقى امينا للكادحين
ويجدد صفته رئيسا للمحرومين
وأن يفي بالوعد للذين بنوا أمالهم عليه
ورهنوا أجيالهم بين يديه
منذ ما قبل الطائف ربح التجار عندما اضربوا
قبل نصف قرن جربوا
فسقط الوزير إلياس سابا لأنه حاول الإصلاح
وأشهروا عليه الإضراب سلاح
لكن هذه المرة تغير الأبطال وتغير الساح
يومها سقط المرسوم المخصص للضرائب
وليس من تغير تمام بدلا من صائب
الذي تغير هو البري بدلا من الأسعد
و الحلم بتحكم الحيتان بالبلاد صار ابعد
فالصباح للبري العصي على الترويض
أسود الغاب مكتوب إسمها بالخط العريض
الصباح للفقراء للمعلمين
والموظفين والعسكريين
للشعب الحاضر والغائب
مبروك سلسلة الرتب والرواتب
ناصر قنديل
2014-04-12 | عدد القراءات 3625