صباح الخير عندما تصير الحرية مجرمة و تلاحق لأنها الجانية
صباح الخير لأن الحرية جعلت الناس تكتشف أنها سلمت رقابها بإسم العدالة للقاتل
وتعرف أنه عندما ينعدم العدل من الأساس تصير السيادة والقضاء في المزابل
يستخف القاصي والداني بوجود دولة وبلد كل دقيقة
و يعبثون بخصوصياتنا بإدعاء البحث عن الحقيقة
جلبوا لنا مجموعة من أرذال الأرض والبسوهم ثوب القضاء
وقالوا وصدق الناس فصار اللص قدرا وقضاء
يفتي ويحلل ويحرم ما يشاء ومتى شاء
يدخل في تفاصيل محادثاتنا الهاتفية ويتجسس في العلن والخفاء
لأنه يريد الحقيقة من قصيدة غزل بين حبيب وحبيبة
أو سيكتشف القاتل من صفقة تجارية قريبة
أم أنه يريد بإسم الحقيقة توغلا في هويات المجتمع
من مع المقاومة وما هي أسرارها فيتنصت ويسمع
و يسجل ويصنف ويجمع
من قال ومن صال ومن جال
وكم عدد الذين قرأوا هذا المقال
وكم سيحضر مهرجان السيد من النساء والرجال
ويرحل الحصيلة يوما بيوم
فيجد العدو أرشيفه جاهزا قبل الصحو من النوم
أليست هذه هي مهمة المحكمة
أن تخرج المقاومة في النهاية هي المجرمة
وان تشوه صورتها بدماء الضحايا
وان تفبرك عن أشرف الرجال فيها اسوأ الحكايا
فأنفقوا المليارات لتسويق المهابة و يا ليتهم ما انفقوا
فكان يكفي أن يلوح السيد بالسبابة حتى يسقط ما لفقوا
وتظهر حقيقة أخرى
أن الشعب صار بالحقيقة اعلم وأدرى
وأن الضجيج حول المحاكمات التي ظنوا أنها ستكون شغل اللبنانيين الشاغل
صارت موضوعا للنكات بينما الناس تتابع في يبرود ورنكوس كم الف مقاتل
وكيف تضيع الفلوس التي رصدها بنو سعود ومعهم بضعة محتال وسافل
ولم تعد الأسماء تمنح المسميات أي قيمة
فلو سموها ثورة وسموه قادتها بالإئتلاف فالناس بباطن الأشياء صارت عليمة
تسميهم بجماعة الأمراض المعدية
من الجربة للسيدا وتسأل عن أنجح الأدوية
لإستئصال جرثومة التكفير بعدما تكشف كل شيئ في العلن
وتبين كم يريدون لسوريا من الشر وكم أنفقوا لإيقاعها بالفتن
ولم يعد يجدي أن يخرج غليون وصبرا يثرثران وكيلو يناقش
طالما قبل أيام كانوا يدافعون عن النصرة وعن داعش
ينشغل الناس بالحقيقة الحقيقية
والمحكمة صارت لعبة و اتهامات تلفيقية
يتسلى الناس في سهراتهم عنها بالنكات
والإعلام الذي يقف مع المقاومة يكشف الوقائع والتسريبات
فيصدق بما يقول ويصير واجب الإسكات
لم تعد تحتمل المحكمة مزيدا من الفضائح
وهي لم تقبل يوما سماع النصائح
فتتورط في حرب كسر عظم مع الإعلام
فهي آلة للحرب كما هو التكفير بإسم الدين والإسلام
الهدف هو الهدف
صار مكشوفا وإنعرف
تطويق المقاومة وحصارها
بالإتهام إسكات الإعلام فالمهم حرف مسارها
لكنهم هذه المرة أخطأوا العنوان مع الصحافة
فتجربة جعجع تقول أن الناس ما عادت مأخوذة بالسخافة
عندما تخرج طرابلس وتجبر نوابها على إحترام دم الرشيد
وتكرر الصوت وألف مرة تعيد
تسقط المذهبية التي أرادوها حصنا للمؤامرة
وتقوى و تهيمن الحقائق الظاهرة
فيصرخ الشعب لا لجعجع نعم لأحكام قضاء الوطن
لا لمحاكم النفاق ولا لمحاكم الفتن
يصرخ الشعب تسقط المحكمة يسقط القضاة المنافقون
يحيا الإعلام الحر يحيا المقاومون
صباح الخير للحظة الحقيقة و انكشاف الحق
سقطت محكمة الهوان و بان آخر النفق
صباح الخير لزهر الليمون والياسمين والحبق
صباح الخير لشروق الشمس ولون الشفق
صباح الخير لمن سبق
صباح الخير أخيرا
يضحك كثيرا من يضحك أخيرا
ناصر قنديل
2014-04-27 | عدد القراءات 5741