صباح الخير لذكاء السياسة
عندما كانت الدعوة لمؤتمر جنيف بعد طول إنتظار
كان السؤال لماذا يستفيقون بعد سنتين على الحوار
هم قالوا لا تفاوض حتى تعديل التوازن العسكري
وبعد حرب القصير قالوا بلسان جون كيري
سنغير القواعد
وتابع هولاند
سنجبر حزب الله على الإنسحاب
وردد الحريري لا حكومة مع حزب يقاتل في سورية ولا أحزاب
وجاءت الأساطيل
وظنوا أنها حرب الفيل
وعادوا بخفي حنين والكيماوي حبر على ورق وليس في المحلول
سلاح يعلمون أنه قابل للتصنيع متى شاءت العقول
و سارعوا التحضير لجنيف بلا شروط
وتخلى من كانوا يطالبون بالتنحي شرطا للحوار عن رسم الخطوط
و إرتضى في لبنان الحريري حكومة مع حزب الله وصارت الكستنا بلوط
فماذا عدا ما بدا
حتى تغير ميزان العدا
ولما جاء جنيف ما تغير في خطابهم نحو السلم كلام
ولا بان انهم جاؤوا للحلول ولا للهدنة ولا للسلام
بان أنهم يريدون تقطيع الوقت و بيع الوهم بالتفاوض
ولغة التصعيد تطغى على الخطاب المعارض
وأن الهدف هو تمييع التقدم العسكري للقوات المسلحة
ومنع إنهيار جبهات القتال تفاديا للشرشحة
وأملا بتعزيز السلاح و إستجلاب المزيد من المقاتلين من الخارج
تمهيدا لجولة جديدة من الجنوب والشمال يشنها الخوارج
و أملا بتجميد الإستعداد لحسم القلمون
وقطع الطريق على حسم ريف الشام و أمنها المضمون
لكن وراء الستار هدف مستور
التلويح بجنيف كإطار للتواصل مع عواصم الغرب
كإغراء لوقف الإنتخابات ووقف الحرب
فكلما إشتد الخناق على المستجلبين والإرهاب
فتحوا مجددا إلى جنيف شقا من الباب
وكلما بدا أن الدولة ماضية في الإستحقاق الرئاسي
قالوا لا يجوز فهذا تخريب للحل السياسي
لأن الصراع في سوريا منذ يومه الأول له بابان
لمن تكون الرئاسة ومن يسيطر في الميدان
فيوم كانت الأزمة في بداياتها و الجيش يسيطر على كل منطقة
قالوا لا يفيد الحوار والرئاسة هي المهمة فليكن التنحي عربون ثقة
فالوقت طويل حتى الإستحقاق وبعد التنحي حوار وحلول
فرفضوا الحوار وتسلحوا وكان التنحي شعارهم وإطارهم المقبول
ولما فشلوا عسكريا وصار الحسم قريبا من رقابهم صار الحوار حلا
ولما إقتربت مواعيد الرئاسة قالوا لا تكفي المهل فمهلا
وقالوا الدولة لا تستطيع وقالوا الأمن غير مناسب و الإنتخابات تحتاج من يراقبها
ونسوا انهم وقعوا مع هذه الدولة حول الكيماوي اعقد الإتفاقات و اصعبها
وانهم ايدوا في أفغانستان الإنتخابات فقط لأنهم ركبوا في مركبها
فالصيف والشتاء عندهم على سطح واحد مسموح
طالما يحقق لهم الأرباح و الطموح
ولكن اللعب في السياسة كرقص التانغو يحتاج الشريك
و في سوريا كل ما قالوه يقرأ بعين الظن والتشكيك
ومكشوف أنه جزء من لعبة التكتيك
لذلك حسمت سوريا امرها وتابع الجيش حربه فكانت يبرود
وتقدم الأسود
وكانت رنكوس وكانت الإستعدادات في حلب
وكانت وستكون الحرية لكسب
وها هي جوبر والمليحة تقترب من لحظة الحقيقة
والأخبار تتغير من دقيقة إلى دقيقة
ومع كل خبر جديد
يلبس السوريون ثياب العيد
فقد ترشح الأسد للرئاسة
معلنا أن سوريا الوطن لن تكون سوق نخاسة
ولن تصغي لنصائح الأجنبي
وسيبقى نبضها العربي
و ستعرف طريق خلاصها
بصوت شعبها وصوت رصاصها
وسترسم الحل بحسم دستوري على المستوى السياسي
وتقدم في الميدان بحسم عسكري يكمل الإستحقاق الرئاسي
وبعد الحسمين سيسقط العابثون والمتدخلون ويسقط الإرهاب
فمن شاء شراكة في الحل فسوريا لا تغلق الباب
في جنيف أو في الشام جاهزون لأي حوار
لكن السوريين الان مشغولون في كل مدينة وشارع ودار
يشعلون الشموع ويجمعون باقات الياسمين والأزهار والورود
يلتقي الأسود
لصباحات لا تنتهي إلا بالخير نهارا بنهار
صباح الخير للشام والياسمين و الازهار
صباح الخير للأخبار
صباح الخير للخيار
صباح الخير للبشار
ناصر قنديل
2014-04-29 | عدد القراءات 5663