صباح الخير لحمص العدية – ناصر قنديل

 

صباح الخير للحظة المصيرية

قبل ثلاث سنوات وفي  شهر ايار

إختلط الليل بالنهار

و بدأ الظهور بالسلاح في الأحياء القديمة

و بدأ إطلاق الرصاص على المتظاهرين في خطة لئيمة

تتهم الدولة بقتل مواطنيها

ويصير السلاح بنظر الناس أنه حاميها

وتغلق الأحياء ليلا بالحواجز

و المخطط المشبوه أعد كل شيئ وكل شيئ جاهز

ففي حمص أحياء فقراء ومساكين

وفي حمص شباب كله حماس وهمة وعزم  لا يلين

يؤخذ بالحماسة

و العزف على الأوتار الحساسة

مرة بالمذهبية

ومرات بالفساد و البطالة وضغط الحياة والحريات

والغيظ من التدخلات

والوساطات

و يكون المال الوفير

يستغل الفقر والتعتير

ويشترك المهربون

والخارجون عن القانون

و كل رجال مخابرات العالم يخططون

وينفذون

ويعبثون

و تصير حمص عاصمة ما سموه بالثورة

لتدور منها على سائر المدن والمحافظات الدورة

و تبدأ الحرب الكبرى

و في كل جولاتها لحمص كلمة اخرى

من حمص يقطعون طريق الساحل

ومن حمص يجمعون الوصل بلبنان و يأتي السلاح وعشرة آلاف مقاتل

ومن حمص طريق للوصل بحلب

ومن يمسكها قد كسب

ومنها طريق دير الزور والمناطق الشرقية

و تعددها يشكل بوابة صالحة للفتن العرقية والطائفية والمذهبية

ففيها شيعة وسنة وعلويون

وأكراد وتركمان ومسيحيون

وخطوط النفط

فهي نقطة الربط

ومن درعا كانت الشرارة

وفي درعا اليوم تعطى لنهاية الحرب الإشارة

كما من حمص أرادوا العاصمة

فكانت النهاية الحاسمة

في يوم واحد أرادوا لقاء درعا وحمص ونهاية الدولة

ومن درعا وحمص تبدأ اليوم آخر جولة

سيكتب التاريخ انه في السابع من ايار

ومع طلوع فجر النهار

كان مئات المسلحين يغادرون حمص ويعلنون النبأ

وكان الآلاف في درعا يعلنون على الملأ

الحدث في حمص والإعلان من درعا

كما كان في تموز النصر في  عيتا والإعلان من شبعا

عادت سوريا إلى ذاتها

وجيش سوريا يلملم شتاتها

يتسعيد  لها روحها

ويداوي جروحها

واليوم بعد ثلاث سنوات

تخرج  سوريا بكل ثبات

من محنة التاريخ

إلى حرب الصواريخ

فالباقي على الحدود حروب خارجية

واحدة تركية والثانية سعودية إسرائيلية

وفي زمن غير بعيد

ستقول سوريا وتعيد

توقفوا عن اللعب

فاللعبة من النهاية تقترب

إما أن تخوضونها حربا ونحن لها جاهزون بلا تمهل

أو أن تنكفئوا وتقفلوا حنفيات التدخل

هذا كلام لشهر تموز

للسعودية وتركيا حكم هزيل وحاكم عجوز

و تكون رئاسة الأسد قد حسمت

والخريطة قد رسمت

وتكون حلب قد عادت

و الرقة للأمن إستعادت

كل عنواين الأمان

و على العالم ان يضع في الحسبان

أن سوريا من اليوم تدخل مسارها الجديد

وبعده ستضرب بيد من حديد

كل  تدخل خارجي مهما كان الثمن

لأن البعد الداخلي من الأزمة يكون قد إنتهى منذ  زمن

ودخلت سورية طريق الإصلاح

والحوار بدلا من الإحتكام للسلاح

وعاد الجيش الأب الرحوم لكل شباب البلد

وعاد الذين ضللوا يهتفون بحياة الأسد

صباح الخير لسوريا هذا اليوم

صباح الخير للمقاومة وسوريا والأسد ونصره من الله كل يوم

صباح الخير لنصرالله ورجال الله في الصلاة والصوم

 

ناصر قنديل

2014-05-07 | عدد القراءات 4866