صباح الخير تصح في الفجر عندما الديك يصيح
صباح الخير اول الليل لا تكون صحيحة
كمن يقول قبل أشهر إنتهت معركة المليحة
صباح الخير للعام الذي قلنا من البدايات أنه عام النهاية
وما اضعنا البوصلة في تقدير حجم الحرب منذ البداية
لكن الذين إستسهلوا في البدء واليوم يستعظمون
لأنهم عكس العلم بإنطباعاتهم ومشاعرهم يحللون
مرة يتفاءلون والحرب تقارب اولها
ومرة يتشاءمون لطول الحرب فيقولون ما اطولها
في البدء لأن أمامهم جيش سوريا القوي وأمنها الشديد
يستصعبون التسليم بالمشهد الجديد
فيسارعون للقول أيام وتنتهي
ولا تجري الرياح للسفن كما تشتهي
ولما يرون قوة الحرب وشراستها
يظنون أنهم يلتقطون للأضواء فراشتها
فيقولون دامت ثلاثا وقد تدوم الثلاثين
وهم في الحالتين في القراءة مستعجلين
اليوم من حمص التي كانت عاصمة الحرب التي لا تلين
يصح القول ان الخليط الذي كان مخفيا فيها من اول الحرب
هو الخليط الذي عبد الدرب
خليط الغضب والشكوى والشباب المنفعل ضد الفقر والفساد والبطالة
مع بضع قيادات لمجموعات يحركها التعصب الأعمى أو تحركها العمالة
ويختفي في ظلهما كل الرعاع والخارجين عن القانون
و من الخلف أموال ومخابرات ودول و وفضائيات و خليج وعثمانيون
لهذا الخليط قلنا في البدء إن أمريكا لما تقرر حربا على سوريا
لن تستسلم إذا وجدت أن عضد الدولة فيها قويا
فحسابها حتى يوم الإنسحاب من افغانستان سيبقى أن تجرب
كل ما بين أيديها ولديها ألف من يجرب ومن يخرب
ستعيد ألف محاولة ومحاولة لتستنتفد سمها حتى الثمالة مع نهاية عام الإنسحاب
و ستحلق حيث تطال يدها كل اشكال الخراب
ولأنه الخليط الذي راهنوا عليه و عاصمته حمص ومحور القوة فيه
ومنها يجب فرز المكونات و فيها تصنع التسويات
وما يسقط فيها لا مكان له في غيرها حياة
لا في حلب
ولا في كسب
ولا في الجولان على اطراف شبعا
ولا في درعا
ما سقط في حمص لن تقوم له قائمة بعدها
وما إنتهى فيها سيحقق في كل مكان وعدها
ومن وقع صك الإستسلام فيها لن يقاتل إلا قتال التراجع
حتى يصل الحدود التي تأويه وتؤمن له المضاجع
لقد إنتهت ما سميت في يوم من الأيام ثورة وإنتهت قصتها
و عاد الشباب الحالمون إلى حضن الأم التي إنكروا عليها امومتها
وإنتهى العبث بالعقول والعبث بالقلوب والعبث بالحروب
وإنتهى السلاح الموعود والكذب بديمقراطية الملوك والأمراء والعبث بالجيوب
وإنتهى الوهم بسقوط النظام
وهزيمة الجيش في الإعلام
وإنشقاق الدولة ومؤسساتها
و حرب أهلية تشق البيوت و القرى و تعمم مأساتها
و تدخل خارجي يعيد كتابة التاريخ
وإسقاط دمشق بحرب الصواريخ
وإنتحار حلب باللعبة المذهبية
و إحتراق حوران بنار العصبية
فكل شيئ سقط
إلا سوريا فقط
سقط حمد
وبقي الأسد
سقط ساركوزي ويسقط هولاند ورحل بندر
و تلملم أردوغان و وجهه الأصفر
و مليك الأردن يقصف كل يوم من ارسلهم ومن رعاهم ليثبت حسن النوايا
والأميركي يتخفف من عبء إيران وسوريا ليعلق في اوكرانيا
و صار لفرط الإرباك والإرهاق يتنطنط في الزوايا
و بعد يبرود
يسود وجه آل سعود
وينتصر الأسود
و شباب سوريا لم يعودوا للفتنة هم الوقود
ففتشوا عن سواهم
يموتون أو يهربون والخسران أعياهم
وبعد حمص تأتي حلب
وتأتي كسب
ويخرج الناس في درعا
بلسان أهلها للدولة تسعى
ويتهيأ الأسد للرئاسة
ملكا متوجا بغار النصر ملك الحرب والسياسة
اليوم نقول نعم خلصت ومسائل الزمن صارت بائنة
و من كانت دولته يوما مدينة صارت اليوم دائنة
و حساب الحكومات على الطريق عميلة كانت ام خائنة
صباح الخير ليوم النهاية
صباح الخير لسوريا وشعبها وجيشها منذ البداية
ناصر قنديل
2014-05-11 | عدد القراءات 6689