صباح الإبتسامة - ناصر قنديل

عندما جاء الصباح للوردة قال لها ساودعك سري فقالت وما هو فقال الإبتسامة ، تخيلي اشكال الوجوه وهي تتبسم وتفتحي باوراقك مع قدومي كما تنفرج اسارير الوجه عند كل ابتسامة ففعلت وقالت وما الحكمة فقال الصباح ان يفوح عطرك معي طلوعي وان يبدو الندى على خدود اوراق كانه دموعي وان يظهر جمال لونك بهجة للعيون يتجدد مع قدومي كل يوم لعل الإنسان هذا الكائن القاسي يدرك ان قدومي فرح فيتعلم منك اسراري ولما سالها في اليوم الثاني قالت فعلت لكن اغلبهم جاؤوا بمقصات و قطعوا رقاب اخوتي ولم ارهم حتى يبتسمون كما ظننت ، فراح للديك وقال له مع طلوعي انشد زغرودة الفرح لعلك تنقل العدوى للبشر وفعل الديك بصياحه فاكتشف الصباح ان اغلب الناس اتخذه ساعة توقيت دون ان ينتبهوا لمعنى غنائه و الفرح ، حتى أخذ يراقب الناس فيجد من يرى الصباح طاقة فرح يبدأه بالإبتسامة لكل من يلتقيه فتنتج الإبتسامة في كل مرة لدى المتلقين إبتسامات مثلها وتصير الدنيا من حولهم حقولا للإبتسامات و تتبع بائعين جوالين يتسيقظان في توقيت واحد ويخرجان للناس واحد من أهل الصباح و آخر من اهل النهار فكان الصباحي يستبقي ما يبات على عربته من خضار وفواكه من يوم مضى ويخرج بها في طريقه للسوق قبل طلوع الصباح يضعها في اكياس و يوزعها على ابواب الفقراء والمساكين والعجزة والايتام ويوزع ابتساماته على المارة يمينا ويسارا بينما زميله المتجهم يحمل ما بات عنده للسوق يفتش على باعة يقصدون المناطق الفقيرة فيساومهم فجرا على اسعار فضلات عربته قبل ان يدخل سوق الشراء لما هو طازج ووجد الصباحي لا يفاصل في اسعار الشراء فيبتسم للباعة ويضع حمله ويسير والنهاري يتعب ويسبب التعب لمن يبيعه حتى ينشف ريقهما فيمضي بوعد الدفع نهاية الأسبوع بينما يدفع الصباحي ما في جيبه بالتساوي بين الباعة حتى يفرغ ويمضيان يوزع الصباحي ما يختاره من باقات عربته لبيوت اعتادت ان تشتري و يصرخ النهاري باعلى صوته على ما عنده وفي المساء يعودان يمر الصباحي بزبائنه ليجمع ما توفر من مال بين ايديهم و النهاري يعد ما تجمع معه من بيع النهار فلما يدخلان صباح اليوم التالي حديقة الورد يقوم الصباحي بتقبيل الورود ويمشي ويصر النهاري على قطف كل وردة جميلة يحملها لبرهة ويرميها ليقطف سواها وفي المساء ياكل النهاري مما تبقى على عربته ويشتري الصباحي افضا ما يصادف في طريقه ليعد اطباق المساء يتقاسمها مع من تيسر من جيران واصدقاء واهل فسالت الوردة الصباح عن سر الفرق بينهما فقال الصباح لا يدرك اغلب الناس ان اقوى طاقة يمتلكونها للنجاح هي الابتسامة فلها مفعول سحري عجيب فانتقالها سريع وما تمنحه لصاحبها من تفاؤل ونشاط لا يقاس ولا يقدر فعله و حدهم الأطفال يعرفون قيمة ابتسامة الصباح فيمنحونها كتفتح الورد بلا مقابل والناس الصباحيون يعرفون قيمة الابتسامة في قوتهم ويمنحونها ويحصلون عليها بلا مقابل وتصير جزءا من مقاومتهم للمتاعب والمصاعب فان جاءهم خبر سيئ تبسموا املا وان كان الخبر خيرا تبسموا فرحا .... ان اغلى ما تملكونه هو ابتسامة الصباح فلا تبخلوا بمنحها لمن حولكم فجربوا كيف تطلقون معها حقولا من الورود تتفتح على وجوه الناس وتنطلق كالأشعة تحرك الطاقة الكامنة في النفوس ... صباحكم ابتسامة

2014-10-25 | عدد القراءات 2492