حاول الصباح أن يتفادى المرور في الأماكن المزدحمة ليصل باكرا ، ولما رأى الأسواق القديمة في طرابلس فارغة وقد حاول عبورها مرارا وتأخر بسبب كثرة الناس إعتبر الفرصة مؤاتية للتجربة فشمر عن قدمية ومشى ، سمع الصباح أصوات معركة دارت قبل يوم وقد إلتصقت بالجدران وبقايا مشاهد رعب بقيت محفورة على زوايا الأزقة فإستحضرها وسمع ورأى هول ما جرى وكيف أن حربا كاملة قد دارت لساعات بكل أنواع السلاح ، بين الجيش وداعش تساندها النصرة ، فسأل عن صباح داعش فقالت الأسواق نساء سبايا وعن صباح النصرة فقالت نساء صبايا وعن صباح الحيش فقالت تحرير السبايا و حماية الصبايا فإنضم الصباح عسكريا في الجيش لنوبة الحراسة الأولى و جندل بحزمة ضوء بعض الدواعش والنصراويين وحزمهم بأربطة أحذية عسكرية و جرهم وراءه كحزمة حطب حتى خرج من أنفاق الأسواق ورماهم في أول مستوعب نفايات و اشعل في أطراف ثيابهم بعض قهره ومضى يبحث عن ورد الصباح فوجده ذابلا في تشييع شهداء الجيش فرش ماء الندى المقطر على جثمان الشهيد و رمى عطر الياسمين من أكمام قميصه ونثر الدعوات والصلوات التي جمعها من زيارات الكنائس والمساجد فوقف الشهيد ومشى يحمل السلاح ويعود لساحات القتال و عاد الصباح إلى الوراء ساعتين وقال في سره سأكرر الفعلة عسى يعود شهيد آخر إلى ساحات الوغى و أقدم لهم القهوة ورندحة صوت فيروز خبطت قدمكم عالأرض هدارة إنتو الأحبة وإلكن الصدارة ... ومشى على رؤوس الأصابع كي لا يزعج سائر الشهداء في نومهم الهادئ ... وهو يقول صباحكم كرامة تلك طرابلس وذلك رشيد ومنه بقت الكرامة ...صباحك رشيد كرامة وصباح طرابلس وصباحكم خير وكرامة .
2014-10-29 | عدد القراءات 2012