صباحكم نصر - ناصر قنديل

أراد الصباح اليوم ان يروي سيرة جديدة عن نفسه ، فخجل من سيرة الإمام الحسين ، ووجد قلبه حزينا و عيونه ، تدمع فقال للناس لا تنسوا الدماء و عهد الدماء ، و جددوا وعدكم هذا الصباح بهيهات منا الذلة ، فإنها كلمات انست من قاتلوا مع الحسين وقع السيوف ، و تأمل الصباح ساحات الإحياء ، وقال بعد مجزرة الإحساء ، اللهم إحم مواكب الآتين لتلبية نداء الحسين ، أما من ناصر ينصرنا ، ليقولوا لبيك يا حسين ، فدع دماءهم تحبس لساحات القتال ـ وإحجبهم عن أنظار المتربصين ...و مد الصباح بعضا من غيومه ليسدلها ستار حماية إذا قرر سيد المقاومة الخروج للناس مرة أخرى ... ومضى لسره يبكي هنيهة ويكمل التبشير بالضوء ثم يبكي ، حتى بلوغ الظهيرة فإنزوى راكنا رأسه بين كفيه ، متأملا لماذا ترك جده الصباح يوم كربلاء القتلة ينالون من الحسين ، ولم ينسحب ويدع الظلام يخيم اياما طوال حول مخيم الحسين وأهله ، ليأته الجواب من بعيد انها كانت مشيئة الحسين ان يكون شهيدا ، وكان على الصباح أن يؤمن الضوء كي تسجل الوقائع ولا تضيع في العتمة منها سانحة ، لأن تاريخ البشرية ستحكمه هذه الوقائع لألاف السنين ... صباحكم نصر

2014-11-04 | عدد القراءات 2169