صباحكم خير - ناصر قنديل

مر الصباح في ساحة القرية قبيل طلوعه على أهلها متخفيا ، فوجد ذبح الخراف و تعليقها المشهد الوحيد الحي وسمع وقع أقدام الناس يتوافدون طلبا لشراء اللحوم ، و البائع يسمع كلمة واحدة لا تغشنا بالله عليك ، و البائع يهمس لكل من السائلين في أذنه أمعقول أن أغشك وأنت من عظام الرقبة ؟ فصار همه أن يعرف حكاية هذه العظام قبل طلوعه ، حتى وقف ينصت لحديث طاعن في السن يقول لحفيده ، إنتبه أثناء اللعب والقفز واللهو فكل كسور العظام تجبر إلآ عظام الرقبة ، وكل كسور العظام لا تقتل إلا عظام الرقبة ، فضع يدك خلف رقبتك في كل حركة قوية ، لهذا إن إعتبرنا أحدا قريبا إلى الحد أن تتعلق حياتنا بسلامته قلنا له أنت من عظام الرقبة ، و ليس لأن مذاقها في الطهو ألذ من غيرها كما تقول أمك ، فتحسس الصباح عظام رقبته وهو يرى شاعرا يمسك رقبته بيسراه وريشته بيمناه ويكتب ، حز الرقاب ما بين عظامها كمدح الأديان وشتم إمامها ، سهل وقاتل طالما النصل ماض ، كأمة الإسلام تعلن الحرب على إسلامها ، فعلم أن عاشوراء إنتهت وأنه يكرر القول ، في كثير من الضجيج وقليل من الحجيج ، يقول ما حججت إلا أنا ناقتي ورجل من البصرة ،ورجل البصرة هو نفسه كان صادقا في بيعة الحسين ، وهو نفسه وقف يقاتل داعش دفاعا عن الأنبار ... فأحس الصباح بألم في رقبته ، فأنحنى لمواكب الشهداء ومضى .... صباحكم خير

2014-11-06 | عدد القراءات 1929