لبس الصباح ثوب رجل دين وإختاره مسلما هذه المره ليجول بين الناس ورجال الدين ويسمع ويفهم ويتعلم ويعلم ، فخاض غمار رحلة البحث عن أمثاله وماذا عساهم يفعلون قبيل الطلوع ، فوجد كثيرون منهم يتوضأ ويصلي ويعود إلى فراش زوجته يوقظها لتعد له الفطور ، أو متحرشا ، و بعضهم يواصل قراءة القرآن على سجادة الصلاة ، و بعضهم يستعد للمغادرة إلى عمل تجاري ، وكثيرون منهم يضعون شروط وجبة الغداء على أزواجهم أن تكون دسما مفرطا قبل أن يغادروا ، ومنهم من يعطي زوجه بعضا قليلا من مال وفير في جيوب ثوبه مدعيا فقر الحال محاضرا في قواعد التوفير المنزلي ، و صار يجول ويجول ، فيجد من يذهب ويمضي نهاره في المسجد ، ينتبه لأحوال المصلين ويرشدهم لكيفية تلاوة وتجويد القرآن ، أو أصول الصلاة ، أو الوضوء ويجيب على أسئلتهم عن الحلال والحرام ، والجيض والنفاس والإجتناب ، حتى مر بقرية نائية فيها رجل متصوف ، يغسل الأواني لزوجه واولاده وهم نيام ويعد لهم الفطور ، أخذ يتأمله ، وهو يتمتم آيات من القرآن ، فلما صحت زوجه قبل يديها ، ولما صحا أولاده الكبار قبل جبين كل منهم وأما الصغار من أحفاده فقد غسل أقدامهم وقبلها ، فسأل زوجه عنه همسا من يكون ، فقالت إنه رجل دين متبحر في علوم الدين الإسلامي ترك المدينه وهجرها ليلجأ هنا للزراعة والفلاحة والقراءة وقد بلغ الثمانين ، فألقى عليه تحية الصباح ، طالبا مساعدته في فهم بعض الغموض ، فقال إسأل وسأجيبك بما أعلم وما لا أعلم فأقول العلم عند الله ،وهذا اول العلم وآخره ، فقال الصباح من هم رجال الدين ، فقال المتصوف ، أربع ارباع ، ربع لجسده وربع لجيبه وربع للناس بحدود العلم والجهل والجهل أغلب ، وربع لله ، وربع الله اربعة ارباع ، ربع جاهل ، وربع متوهم ، وربع طريقه العبادة وهو بعيد عن النار ، وربع طريقه الناس وباب الجنة فتح لأمثاله ، فقال وماذا عن الأحزاب الإسلامية ، فقال المتصوف ، لا تحزب في الأسلام ، ولو شاء لخلق الناس أمة واحدة ، التحزب فعل دنيا لا فعل دين ومن إستعان بالدين لحزبه واهم او منافق ، فسأله والجهاد ، فقال المتصوف ، من تحزب بالله لجهاد بوجه غزو أو عدوان أصاب طريق الجنة ، ومن تحزب وجاهد لخلافهما ضل الطريق نحو النار ، وكل نقطة دم تسيلها يديه ، تسكب نارا في عينيه يوم القيامة ، فسأله وماذا عن داعش ، فقال كتلة أقفال معدنية معدن ، يديرها مفتاح نحاسي صغير في جيب أمير ، و سيد القطيع من صفر الروم وليس عربيا ولا مسلما ، وجد الداعشيون لتبقى إسرائيل فلا يقاتلها احد، فقال الصباح والنصرة ، فقال المتصوف للصلح مع إسرائيل ، فقال الصباح ، جاء وقت الرحيل فقال المتصوف ، وزع العطر ولا تخاف ، فقد عرف أمثالهم الأسلاف وكالزبد مضوا ، فما ينفع الناس يمكث في الأرض وأما الزبد فيذهب جفاءا ... أغمض الصباح عينيه ، وألقى التحية ونثرها بقعا من الضوء لتعم المدن والأرياف ... ومضى ... صباحكم نور
2014-11-17 | عدد القراءات 1892