تساؤل يحمله الناس للصباح عن قلق من الآتي معه ، فأصحاب الأرزاق يستفيقون بأمل ان يجلب الصباح الخير وقلق من ألا يحدث ، والعشاق مع الصباح يفتحون عيونهم على إنتظارات يأملون بها وخشية ألا تقع ، و أهل القضايا بسعي لأفكار ومبادئ وأهداف وثقة وقلق ، فالصباح أمل يساوره القلق ، والشعور بالأمان ثقة بما تضع من حسابات الأمل وتخفيضها وتوقع الأسوأ وبقائه آمنا فيتراجع القلق دون أن يرتفع الأمل ، لعبة القلق والأمل تشتد بهما معا فتقسو وتحلو بارتفاعهما معا ، الأمل المرتفع حلاوة ، لكنه لا أتي بلا مصاحبة قلق مرتفع وما فيه من قساوة ، أن تثق بما اعددت لأسئلة الإمتحان وفقا لكل التوقعات ، تكاد تنعدم لديك حالة القلق ، لكن من يضمن عدم تعرضك لحادث قبل دخول قاعة الإمتحان ، وربما حدوث ظرف يؤدي لإلغاء او تأجيل الإمتحان ، ولا ثقة لديك أن إستعدادك سيكون نفسه حينها ، القلق مصاحب للمفاجآت والأمل مؤسس على حدود التوقعات ، ومهما كانت التوقعات مفتوحة على كل مدركات العقل ثمة مفاجأة تأتي من حيث لا تتوقع لأن مساحة الأمان كانت عالية وجاءت منها المفاجأة ، فأنت ذاهب لموعد هام وقد أعددت كل شيئ ، لتصل في الوقت المناسب ، لكنك وثقت أن سيارتك بأتم جهوزية وفاجأتك خلافا عل عادتها بخلل صباحي ، طارئ ، فاجأك مرض أحد افراد الأسرة ومفاضلة بين موعدك ونقله للطبيب ، الصباح لا يصنع المفاجآت ، بل تظهر معه ، والصباح لا يصنع الآمال بل يضيئ عليها ، الصباح ملؤه آمال وملؤه قلق والمفاجآت هي من خارج حدود الإدراك والمتوقع ، فكلما خفضنا سقف التوقعات مهما بلغت درجة الثقة كان القلق أدنى وقسوة وقوع المفاجآت المؤلمة أقل ووقع المقاجآت السارة أعلى ، وكلما كانت الآمال محكومة بفرضيات التعقيد والتأجيل ، يصير الصبر لتحقيق الآمال دواء ، والصبر على المفاجآت ، مصل الرجاء ، لكن كليهما يعني عند إرتباط الأمل والقلق بحليف في الحرب او صديق في الحياة إضعافا للثقة وفرح الحياة ، لأجل الفرح نحب للثقة أن تكبر ولتكن المفاجآت ، و لنبستم للدنيا مع الصباح ، ففي الحرب يختلف الأمر عن الحياة ، في الحرب لا نتوقع إلا الأسوأ ولا ثقة إلا برصاص البنادق ، لأننا نريد صباحا يمحو عتمات الليالي ، وفي الحياة نريد صباحا يتوله ليل جميل ، والليل والصباح يتناوبان كالقلق والأمل ، فليكن إذا الليل للقلق والصباح للأمل و لتقع المفاجآت ، المهم أن لا تنعدم الثقة خشية وقوعها ، صباحكم أمل
2014-11-18 | عدد القراءات 1747