صباحكم خير ومقاومة ونصر وعطاء - ناصر قنديل

الصباح الأزلي يعرف لعمر الناس معان فهو صديق الطفولة ، ولا يؤمن بالصداقة فعلا إلا منهم لأن الصداقة فعل منزه عن المصلحة ولا يثق الصباح بنزاهة لغير الأطفال ، والصباح مرافق و رفيق الشباب يمدهم بالقوة لأنهم فعالة الخير وبناة الغد ، ولهم العشق مغزل أيام ونول الحكايات الجميلة والقلق السعيد والفرح بدموع تجف وتزيد ، والصباح شريك الرجال والنساء وقد تخطوا عتبة الأربعين ، أباءا وأمهات ، يصبون فرح وغضب وعقد و خيبات ونجاحات الحياة في تربية أولادهم وبناتهم ، تارة يصيبون وطورا يخطئون ، لكنهم عموما جيلا بعد جيل يشبهون الإنسان الأصيل ، فينثر الصباح بعضا من إبتسامات الفرح على صباحاتهم الجدية ، وهم يدعون كل الفهم وكل الخبرة والمعرفة ، ويرمون بما يعرفون على صفحة أولادهم البيضاء ، فيخفض منسوب غرورهم ، فيفضح خطأ الحسابات ويكشف لهم خيبات التوقعات وما يتعلمون إلا نادرا ، ومع عتبة الخمسين يضيع معهم الصباح أشيوخ وكهول صاروا ام لا زالوا شبابا شيوخ أو رجالا ونساءا كبار فيشاكسهم ، يلاعبهم كشباب الشيوخ أو شيوخ الشباب ، ويعاندهم ويدربهم ويتمتع بحضورهم كرجال ونساء كبار ، و لأنني من هؤلاء ألعب لعبة الصباح وأتمتع بملاقاته بفرح ، وقد أتممت السادسة والخمسين ، فالعام الذي مضى كان مليئا ككأس فاض ليعلن أنه فاصلة بين عمرين ، عمر الرؤيا وعمر الوضوح ، عمر القتال وعمر النصر ، عمر الإبتسامة وعمر الفرح ، عمر التعب وعمر المزيد من التعب ، عمر البناء وعمر التمتع بفن العمران والبناء ، عمر اللغة وعمر تصير فيه اللغة الغناء ، كما هو العمر محطات صار الموت فيه شيئا عبر مرات ومرات ولا يهم متى يعيد ، في قبلها أخطأ وليس مهما متى يصيب ، يغيب عن العين والبال ، ونمضي كل يوم للحياة من جديد ، في السادسة عشرة ، كنت أنهي الإستعداد لأصير مقاتلا ـ بإنهاء سنة التدريب العسكري مع حركة فتح ، و أنهي اشكيل الخلية الأولى لبناء تنظيم حزبي مقاتل ، هو منظمة غيفارا الحمراء ، وفي السادسة والعشرين كنت أنهي عاما من موقع القيادة في السياسة والمقاومة تتوج في السادس من شباط عام 1984 بشراكة عمر مع الرئيس نبيه بري والشهيدين عماد مغنية ومحمد سعد ، وفي السادسة والثلاثين ، كنت استعد لمسيرة المجلس الوطني للإعلام لتأسيس الإعلام المرئي والمسموع في لبنان و دخول السياسية الرمسية من بابه إلى النيابة عام 2000 ، متوجا العام 2004 في السادسة والأربعين حربا على القرار 1559 ، فصرت ناظرا له مقابل تيري رود لارسن ، نتقاتل في برية بلادنا ، على حرية إستقلالنا ، وها انا اليوم في السادسة والخمسين ، أعود كاتبا ومحاورا ومتحدثا فقط ، اي ما اراه اصل البدء والتأسيسو التأصيل ، من موقعي في رئاسة شبكة توب نيوز التي أفخر أنها إنجاز وإعجاز ورئاستي لتحرير جريدة البناء ، أقول لكم أنا اليوم ناصر قنديل معكم حتى إنقطاع النفس صباحكم خير ومقاومة ونصر وعطاء

2014-11-24 | عدد القراءات 1690