فلسطين القضية والجولان الألوية - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز - 6-10-2013- ناصر قنديل

منذ أن سقطت فلسطين تحت الإحتلال وسوريا تعيش حراكا داخليا لم يهدأ حتى ولدت فيها إرادة حرب ترجمها الرئيس الراحل حافظ الأسد بقرار الحرب في  تشرين قبل اربعين عاما

إستقرت سوريا لأنها وجدت مع حافظ الأسد من يترجم الأقوال إلى افعال و بقيت سوريا وفية للخيار وللقائد الذي أنتج مفهوما جديدا للأمن القومي محوره لا بوصلة إلا لقتال إسرائيل و لا وجهة للسلاح إلا نحو الإحتلال ولذلك كان موقفه التاريخي من الحرب العراقية الإيرانية منطلقا من هذا المفهوم

خرجت مصر من خيار الحرب بعدما دخلت في قيود كامب ديفيد ولم يتراجع حافظ الأسد فكانت المقاومة خياره لتعديل الخلل وإستنهاض قدرات العرب ومعه وبقيادة تاريخية مثلها السيد حسن نصرالله نجحت المقاومة بإنجاز تحرير الجنوب والتحول إلى رقم صعب في المعادلة الإقليمية .

تحولت المقاومة وسوريا إلى صناعة توازن إستراتيجي لم تنجح كل الجيوش العربية مجتمعة بصناعة مثله وصارت سوريا والمقاومة في  عين العواصف الدولية وجاءت حرب العراق والتقرب  الأميركي من المركزين الإيراني والسوري لإضعاف خيار المقاومة وقطع ظهره فصمدت دمشق بقيادة الرئيس بشار الأسد وصمدت إيران بقيادة السيد علي الخامنئي و جاءت حرب تموز 2006 لتحسم الموازين وترد الإعتبار لمفهوم تشرين فالنصر لم يعد مجرد حلم

كانت الترجبة مرة هذه المرة مع سوريا لتفتيت نسيجها وتدمير جيشها و إسقاط قيادتها وخياراتها وثوابتها ورصدت للمهمة إمكانات تعادل ما رصد من دول ومخابرات وسلاح ومال في الحرب العالمية الثانية وصمدت سوريا ووقف جيشها يقاتل على ألف جبهة وجبهة وحقق المعجزات يواصل فصلا من  فصول حرب تشرين الممتدة عبر إجتياح لبنان وصولا لحرب تموز وإنتهاء بحرب الوجود مقابل حرب الحدود

رغم كل شيئ ورغم كل المتغيرات وتعدد الإستهدافات لا زال مفهوم الأمن القومي الذي كرسته حرب تشرين يحكم الإستقرار في سوريا فالبوصلة ستبقى فلسطين والأولوية ستبقى الجولان وسيبقى هذا الجيش العربي الذي لا يقهر ينتقل من إنجاز إلى إنجاز ومن نصر إلى نصر ولن يرفع راية سوريا أولا والرئيس بشار الأسد صاحب المقولة الشهيرة من يبدأ بلبنان أولا والأردن أولا سينتهي بإسرائيل أولا

2013-10-05 | عدد القراءات 3156