تعيش القيادات السعودية حالة من إنفصام الشخصية تجاه التطور المتسارع في العلاقات الغربية الإيرانية رغم كل الكلام عن الشروط المتبادلة والأسئلة حول إمكانية التوصل صفقة شاملة .
الواضح أن جزءا من عقل كل مسؤول سعودي يتوقف أمام القبول الأميركي بمشاركة غيران في مؤتمر جنيف حول سوريا وامام السفارات المموهة لإيران التي بدات تغزو بلدان أوروبا بغسم ممثليات و التخفيف التدريجي للعقوبات ليدعو إلى المبدارة لمجارة وإسلتحاق هذه اتلحولات كي لا تبقى السعودية خارجها وتصل للعزلة عنها وهي الدولة التي تفصلها عن إيران بضعة اميال بحرية وتتشارك معها تعقيدات وملفات تبدا بالبحرين واليمن ولا تنتهي بسوريا ولبنان وفلسطين وملفات النفط وأمن الخليج
الواضح أيضا ان نصف العقل الثاني لكل مسؤول سعودي يحكمه الغيظ من هذا التسارع في تطبيع العلاقات مع إيران وعدم مراعاة البطء السعودي في القدرة على مجاراته و حاجة السعودية لورقة الضغط الغربي لتحسين قدرتها التفاوضية في ملفات شائكة ومعقدة ومكلفة عليها وكانت تتمنى لو انها تلقت إشارة الغرب لبدء التطبيع لتوظيفها كثمن تضعه غلى الطاولة مقابل ما تطلبه من إيران خصوصا في الملفات الخليجية
حجم السعودية في الحساب الغربي ظهر جليا في إدارة الظهر لهذه الحاجة السعودية ليصير هذا النصف من العقل السعودي متطيرا يبحث عن المناكفة ومحكوما بالحقد والسعي للتصعيد والإيحاء بالقدرة على التعطيل عساه يلفت نظر الغرب إلى الأخذ بحساباته ومصالحه في تخفيف سرعة الإندفاع .
الواضح في النهاية أن من يسعى للتفاوض السعودي الإيراني خصوصا ملك البحرين و ووزرائه يقولون أن المشكلة بأمرين معقدين الأول إصرار إيران على وقف سعودي نهائي لإمداد المسلحين في سوريا بالمال والسلاح و الثاني هو إرتباك العائلة المالكة في السعودية بمشاكلها الداخلية و التوريث و توازنات ضائعة بين أفخاذ العائلة المالكة
يخشى حكام البحرين ان يصل الطلب الإيراني إلى المطالبة التي بدأ الحديث فيها همسا حول التسليم بان صيغة الحكم في لبنان والبحرين يجب ان تكون متجانسة ومتشابهة عبر حكومات وحدة وطنية جامعة للمكونات وقادرة على منع الفتن المذهبية
يختم وزير بحراني مشارك في الرسائل المتبادلة بالقول ان ردا غيرانيا على طلب سعودي بقبول التمديد للرئيس اللبناني ميشال سليمان فاجأ السعودية لتضمنه القول أن هذا الشأن قراره بيد سوريا والرئيس بشار الأسد وليس بيد أحد آخر .
السعودية و إنفصام الشخصية وضياع الفرص الذهبية .
2013-10-10 | عدد القراءات 6815