التطورات المحيطة بتشكيل الحكومة اللبنانية تقع على مفترق طريق يوحي بتقدم المساعي لولادة غير بعيدة ربما تكون بعد نهاية الأعياد فالموقف الذي أعلنه النائب وليد جنبلاط عن تبنيه لصيغة تسعة وزراء لكل من فريقي الثامن والرابع عشر من آذار يشكل تحولا شبيها بالتحول الذي اسقط حكومة الرئيس سعد الحريري في مطلع العام 2011
يومها كان كافيا إنحياز جنبلاط لمعادلة حزب الله في التعامل مع المحكمة الدولية حتى تتشكل اكثرية نيابية تضع الحريري بين القبول بهذه الصبغة أو الرحيل وإلا الترحيل واليوم يستشعر فريق الرابع عشر من آذار كله عودة المناخ نفسه وهذا ما عبر عنه نائبي الحريري عقاب صقر وأحمد فتفت من غيظ تجاه كلام جنبلاط إدراكا منهما لتغير معادلة الأغلبية التي لا يزال وليد جنبلاط بيضة القبان فيها .
وليد جنبلاط مع بدء الحرب على سوريا كان أول من اعاد التموضع داخل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وشكل مع وزراء رئيسي الجمهورية والحكومة ثلثا معطلا وتبنوا ثلاثتهم معادلة تمكين فريق الرابع عشر من آذار بالواسطة من التحكم بقرارات الحكومة وخصوصا قراراتها المتصلة بالتعيينات الأمنية اوالتشكيلات المرتبطة بحماية البيئة الحاضنة للمجموعات العاملة ضد سوريا عبر لبنان وصولا إلى تمكين الراعيين السعودي والقطري للحرب على سوريا من التصرف كمن يقرر مستقبل الحكومة و المعارضة في لبنان في آن واحد .
اليوم ومع المتغيرات التي عبرعنها جنبلاط بوضوح لجهة ان الرئيس السوري بشار الأسد قد امسك بدرع التثبيت بمكانته ودوره على مستوى سوريا والإقليم فجنبلاط يعيد التموضع عكسا ويبلغ فريق الرابع عشر من آذار إما حكومة ترضي مطالب حزب الله وإما رحيل الرئيس المكلف والإتيان برئيس يعبر عن الأغلبية الجديدة أو تعويم الحكومة المستقيلة وليس خافيا أن هذا التحول كفرضية قد عرضه جنبلاط في السعودية يوم أستدعي للمشاركة في جزء من إستعدادات الحرب وكان جوابه "ولكن ما لم تقع الحرب فصيغتي للحكومة اللبنانية يجب ان تصبح مقبولة " وحاز الموافقة ولوتراجع عنها بعض السعوديين .
بعد العيد سنكون امام تسارع في التطورات والإتصالات المتصلة بتشكيل الحكومة وكلام جماعة الحريري يزيد التسارع فالقول ان جنبلاط ليس وسطيا أو متقلب كما قال فتفت وصقر لا يغير في معادلة ان توزيع المقاعد عنما يراعي الأحجام النيابية بعد حسم حصة رئيس الجمهورية بثلاثة وزراء من ثلاثين سيمنح من ال27 وزيرا المتبقين 12 لقوى الرابع عشر من آذار ومثلها لقوى الثامن من آذار وثلاثة لجنبلاط و في حكومة ال26 سيكون ثلاثة للرئيس وثلاثة لجنبلاط وتسعة بتسعة إضافة لرئيس الحكومة
قوى الرابع عشر من آذار اول من سيدفع ثمن التراجع الميركي عن خيار الحرب وأول عودة سورية إلى المعادلة اللبنانية ستكون مع الصيغة الحكومية الجدية والثانية مع فتح ملف لإنتخابات الرئاسية سواء بطرح التمديد لرئيس الجمهورية الذي تبلغ الحريري أنه عند الرئيس بشار السد كما قال المسؤولون افيرانيون او بإنتخاب رئيس جديد يكون لسوريا راي حاسم فيه أو بتسلم حكومة ترضى عنها سوريا صلاحيات الرئاسة
كثيرون مطالبون بأن يحسبوها جيدا مع المتغيرات الجديدة وما سلم لسوريا من دور في لبنان في المرحلة المقبلة يعلمه قلائل ويفترض ان يفهمه كثيرون
2013-10-12 | عدد القراءات 8482