أسوارة لكل من الشام وحلب - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز - 14-10-2013 - ناصر قنديل

عندما نحتسب المشهد العسكري و الطريقة التي يؤدي فيها الجيش السوري معاركه نكتشف أننا امام جيش يتمتع بمجموعة ميزات أهمها الإحتراف و الهدوء في التخطيط و التنفيذ رغم مرور سنيتن ونصف من الحرب ورغم سقوط آلاف الشهداء من الجيش فنحن نرى خطة مدروسة تسير بطريقة متدحرجة لا تسمح بإلتقاط  الأنفاس للمجموعات المناوئة للدولة والتي تتوزع بأغلبها على فصائل تابعة لتنظيم القاعدة .

الواضح ان ما تيسر للجيش من مراقبة ومتابعة للمعارك التي فتحها المسلحون في جهات معلولا قد كشفت طرق إمداداهم في منطقة جبال القلمون كما كشفت له معارك طريق مطار دمشق كيفية تأمين الإمداد للغوظة الشرقية وما يربطها بالغوطة الغربية والمدخل الشمالي لدمشق لجهة برزة وجوبر والقابون وصولا لعدرة .

وضع الجيش خطته لأسوارة تحمي الشام و بدا تنفيذها بهدوء وعناية فقبل أن تنتهي معركة داريا فتحت جبهة المعضمية وتحركت جبهة مخيم اليرموك لتكون الضربة القاضية في مكان آخر على تجمعات المسلحين في الحسينية والديابية وها هو بعد تحريرهما يرتد نحو المعضمية ويضيق الخناق حتى يخرج المدنيين منها تمهيدا لجولة حسم لا يعلم احد موعدها ولا مكانها وقد تكون الضربة في الحجر الأسود او القدم و يصبح مخيم اليرموك بحكم المرشح للسقوط بيد الجيش أو تتواصل معركة المعضمية وداريا أو تفتح جبهة القابون وجوبر مجددا.

أغلق الجيش الحدود مع الأردن تدريجا واحكم قطع الوصل بين جبهات محافظة درعا المفتوحة للمشاغلة وبين إمكانيات وصول أي دعم نحو دمشق وريفها و بدأ بالتقرب والإلتفاف وصولا لرسم خريطة اسوارة الشام التي تبدو أنها تكتمل في القلمون .

مع حرب القلمون التي بدأت طلائعها بسقوط تلال مهمة عسكريا بيد الجيش تصبح أحياء جوبر والقابون وحرستا وبرزة ومدينة دوما محور قتال يائس للمسلحين ومثلها على الضفة المقابلة تصير الزبداني و قدسيا خلفيتان مؤمنتان ومقابلهما المعضمية و داريا و في الخلف مخيم خان الشخ ومقابله مخيم اليرموك لتصير اسوارة الشام مشروع حرب الشهر القادم .

في جبهات حلب يجري شيئ مشابه حيث وصل الجيش إلى إنجاز تحرير ستين بلدة من محور السفيرة والمطار حيث يكمل طوقه الشرقي ويتلاقى مقابله إنتشار الجيش في الأحياء الغربية للمدينة و خصوصا الإرتكاز على تجمعاته في الحمدانية و من محور الشمال يلتف من جهة الغرب الشمالي لريف اللاذقية حيث يحقق التقدم بالتتابع ليصل إلى معركة جبال التركمان والأكراد لتكتمل أسوارة حلب .

حرب الجبال في القلمون وجبال الأكراد والتركمان هي حرب الشهر القادم .

غنت فيروز اسوارة العروس مشغولة بالدهب وإنت مشغول بقلوب يا تراب الجنوب والذهب الغالي اليوم في عيون السوريين هو في اسوارة الشام وأسوارة حلب عشية العيد .

2013-10-14 | عدد القراءات 5143