الإتفاق النووي الإيراني - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز - 15-10-2013 - ناصر قنديل

 

في مفاوضات بغداد التي جرت قبل سنة وشهرين بين الوفد الإيراني والوفود المشاركة اليوم  في جنيف ضمن مفاوضات خمسة زائد واحد كان التوصل إلى إتفاق للنووي الإيراني قد تحقق وبعد تداول إيراني أميركي بالشؤون الإقليمية وقع الخلاف حول سوريا وكانت النتيجة إنفراط عقد الإتفاق .

الأساس في وصول الملف النووي الإيراني إلى طريق الحل كما أكد خبراء إيرانيون لشبكة توب نيوز سبق وواكبوا محطات هامة من المفاوضات السابقة يكمن في أن الغرب وعلى رأسه واشنطن لا يخشى بالتحديد تصنيع قنبلة نووية يستدعي تصنيعها وقتا بسيطا لمن يمتلك تقنيات التحصيب لليورانيوم ويتقنها ولديه خبراء متمرسون بها .

يؤكد الخبراء أن الغرب وواشنطن في المقدمة مدركون أن إيران لن تصنع  قنبلة نووية لكنها لن ترضخ لإبتزاز منعها من حقها بالتخصيب الوطني بإتهامها أن ذلك طريق نحو القنبلة ولذلك كانت اصعب الأوقات على إيران هي سنوات الصعود في سلم التخصيب حتى إمتلاك كل تقنياته وتفاصيله وهذا قد تحقق .

و يقول الخبراء ان التخصيب على معدل 20% هو العتبة التي تحتاجها إيران للبحوث العلمية والطبية وهي العتبة نفسها التي يصبح الصعود منها إلى أعلى أي لتصنيع قنبلة مجرد رفع مقياس التخصيب تلقائيا للحصول  عليه وقد انجزت إيران ذلك في ذروة التهديد بالحرب وشد خناق العقوبات عليها ولذلك صار الغرب وواشنطن التي تقوده امام خيار واحد لمنع إيران  من إنجازاتها  طريق الحرب ولذلك كانت محاولة إسقاط سوريا والتهديد  بالتدخل العسكري المباشر فيها هي المحطات التي ولد منها الإتفاق .

لقد إكتشف الغرب وإكتشفت اميركا وإسرائيل كما يقول الخبراء أنهم غير قادرين على المضي في خيار الحرب وصار المطلوب من إيران منحهم مخرجا يشبه المخرج الذي منحه لهم الرئيس السوري في صفقة السلاح الكيميائي للخروج من عنق الزجاجة نحو طريق التفاهمات و التسويات .

و لأن إيران تملك عقلا عملانيا فهي لن تتردد عن فعل ذلك بل هي كانت جاهزة طالما إمتلكت الخبرة وأتقنتها أن تعلن أن ما لديها من اليورانيوم المخصب  على درجة 20% يكفيها لثلاث سنوات وهي لذلك جاهزة للتوقف عن التخصيب على هذه الدرجة لمدة ثلاث سنوات و بعد هذه المهلة هي جاهزة لتوطين تكنولوجيا جديدة للتخصيب تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتفاوض يدور في جنيف اليوم حول ملفات ثانوية غير أساسية من نوع ماذا ستفعل إيران بما لديها من اليورانيوم المخصب و هل ترضى بإستيراد يورانيوم جاهز للإستخدام بدلا من تخصيبه على الأرض الإيرانية ؟ و الموقف الإيراني يرتكز على ضمانة فتوى الإمام الخامنئي بتحريم تصنيع القنبلة و ضمانة القبول بإشراف الوكالة الدولية على أنشطتها التي لا يحرمها ميثاق هذه الوكالة على الدول الأعضاء .

تفاهم قريب قيد الولادة يحتاج الغرب فيه ربما لجولة مفتوحة للمفتشين تشكل مخرجا إعلاميا اكثر مما يتوهم القدرة على الحصول على تنازلات جدية .

قريبا يبدأ التراجع عن العقوبات الأميركية والغربية تدريجيا ويتحسس حكام الخليج رقابهم .

2013-10-15 | عدد القراءات 4756