منذ بدأت التغييرات في المنطقة بإلحاق إصابات بالغة بمشروع الأخوان المسلمين في سوريا ومصر و الأنظار تتجه نحو مراقبة حركة حماس ومواقفها وكيفية تصرفها وتفاعلها مع هذه المتغيرات .
في الجغرافيا السياسية للمنطقة فلسطين ذات دور محوري ومركزي وبالنسبة لقوى المقاومة هي قلب الصراع و ليس خافيا أن أحد اسباب تمسك واشنطن بالأخوان هو الرهان على ضبطهم لحركة حماس خارج حلف المقاومة و ليست فرحة قوى هذا المحور ان تسفر التطورات عن نجاح المحور الأميركي الإسرائيلي بأدواته العربية بإنجاز تموضع شريحة من شعب فلسطين ذات قدرات وتاريخ في المقاومة خارج موقعها الطبيعي في خيار المقاومة
العين على حماس ليس للتشفي والشماتة وليقال لها ها انتم خسرتم الرهان فإدفعوا الثمن الآن حلف المقاومة ليس حلف لعبة سياسية رخيصة ورغم الجراح والآلام والمرارة أمنية قوى المقاومة ان تكون حصيلة خسارة قيادة حماس لرهاناتها على تحالفاتها الجديدة معنويا وماديا قد أوصلتها لإتخاذ عبر ودروس و إعادة تقييم موقعها وتحديد خيارها الذي إهتزت بوصلته الفلسطيينة المقاومة لعامين وحلت مكانه البوصلة الأخوانية
هل ستمضي حماس في المغامرة وتلعب رصيدها لمشروع الأخوانالإنتحاري وقد بدا انه خاسر ام ستستعيد أولويتها الفلسطينية المقاومة ؟
المسألة أيضا هنا ليست في سؤال وبعد الذي جرى من يثق بصدقية الخيارات ؟ فالمنطقي والطبيعي أن الثقة بين أطراف هذا الحلف لن تعود بكبسة زر ولن تطوى جراحات السنتين بسهولة لكن في القضايا الكبرى السياسات تعبير عن تقاطع مصالح ومبادئ وأوهام أحيانا أو أحلام فالسؤال لحلف المقاومة كان إن ابدت حماسا إعادة إستعداد للتموضع فكيف سيكون التلقي طالما القضية هي فلسطين ؟
الجواب الأمر يتوقف على درجة الجدية في الموقف ودرجة الصدقية في القراءة اما الرغبة والإرادة فهي إستعادة حماس المقاومة وليس إستعادة حماس بالمطلق و ليس أيضا إذلال حماس ولا تجاهل حماس .
الشارع العربي والإسلامي وقواه وحكوماته المنقسم بين مناصري خيار الأخوانومناوئيه يلتقي بعضه عند إيران بعنوانها من الصراع في مصر وينقسم كله حول سوريا لذلك الموقف الأصعب هو مقاربة الصراع في سوريا بالنسبة لحماس و بالنسبة لسوريا أيضا والموقف الأسهل هو مخاطبة العقل الإيراني بالموقف من فلسطين والموقف من المقاومة
المواقف التي حملها خطاب رئيس حكومة غزة اسماعيل هنية بلسان قيادة حماس تشكل خطوة بهذا الإتجاه الذي يقول إن حماس لن تخوض المغامرة الأخوانية حتى نهايتها المأساوية وتريد رد الإعتبار لخيارها وموقعها في المقاومة والخروج من الصراع في كل من سوريا ومصر وتنتظر مد اليد الإيرانية ويد حزب الله والأصدقاء للمساعدة وتقول ان حماس لن تمضي في مغادرة حلف المقاومة لتصير عضوا في نادي التطبيع والتأمرك على الطريقة القطرية لكنها عاجزة عن التغير والتموضع بطريقة كاملة الوضوح فهي ترسل الرسائل و تضع علامات التمسك بالنأي بالنفس عن الصراعات والعودة للصراع الرئيسي وعنوانه فلسطين
أصعب الأمور ان يتقبل الجمهور المساند للمقاومة في سوريا فكرة وصل ما إنقطع مع حماس ولو أن الرئيس بشار الأسد قال أننا رغم كل شيئ نتمنى أن يوجد من يقنع حماس بالعودة لخيارها المقاوم
المسار صعب وشائك والجراح قاسية والمرارة عالية لكنها فلسطين التي تستحق فكيف ستكون المهمة الصعبة على جميع أطرافها لتجاوز المصاعب وعدم ترك القضية الفلسطينية والخيار المقاوم أول الخاسرين من نصر سوريا وإيران وحزب الله فصحيفةا لغارديان تقول أن عنوان الجولة القادمة من المواجهة في المنطقة هو الصراع على حماس كتعبير عن ترجمة نصر حلف المقاومة في جبهتيه السورية والإيرانية ؟
2013-10-19 | عدد القراءات 5317