داعش ام الجيش الحر ؟ مقدمة نشرة اخبار توب نيوز - 20-10-2013 - ناصر قنديل

 

تتداول وسائل الإعلام وآلات الحرب الإعلامية والنفسية بما فيها آلة الترويج بين الناس  بطريقة الدس والتزوير روايتين متناقضتين حول الصراع الناشئ بين مجموعات داعش وهي إختصار لدولة العراق والشام الإسلامية وتشكيلات وكتائب ما يسمى بالجيش الحر وموقعهما من الجيش العربي السوري .

الرواية الأولى تقول كما رواها الصحافي البريطاني روبرت فيسك  أن إتصالات تنسيقية تجري بين الجيش العربي السوري  والحر على المتسوى القيادي للتنسيق في المعركة بوجه داعش بإعتبارها مجموعة من الأجانب التابعين للقاعدة الذين تسللوا إلى سوريا تحت غطاء دعم المعارضة ووفروا لأنفسهم الغطاء حتى تمكنوا من بناء قوة نظامية ممولة ومسلحة جيدا باتت خطرا على مستقبل سوريا وهؤلاء لا تملك قرارهم اي جهة محلية أو خارجية وليس لديهم اي مشروع يتصل بحل سياسي و بالتالي لا بد من تلاقي جهود السوريين بوجه هذا المولود الأجنبي الغريب عن الجسد السوري والذي صار خطرا على الجميع .

الرواية الثانية ترويها المعارضة السورية طوال سنتين وإتخذت شكلا جديدا في اليومين الماضيين وهي تقوم على القول بأحد وصفين :

- الوصف الأول الذي روجته فصائل المعارضة يتهم الجيش والمخابرات في سوريا بفبركة تنظيم القاعدة و تصنيع جبهة النصرة لتبرير الرواية التي تلصق تهمة الإرهاب بالمجموعات المسلحة التابعة للمعارضة ولتأليب المجموعات السورية المنتمية للطوائف القلقة مثل الدروز والمسيحيين والعلويين لتخويفهم من مشروع المعارضة ودفعهم للتمسك بالنظام و في فترة إعلان جبهة النصرة عن ولائها للقاعدة كان تبرير المعارضة بكل فصائلها لهذا الإعلان ان النصرة صناعة النظام و مبرر الإعلان هو قطع الدعم الدولي  عن المعارضة في لحظة كان قرار الدعم العسكري قيد الإتخاذ .

- الوصف الثاني الرائج بين الناس هذه الأيام هو أن داعش ليست من متفرعات القاعدة وهي مجموعات من الإيرانيين والعراقيين المساندين للنظام والجيش وقد جاؤوا إلى سوريا لمساندة الجيش السوري بوجه  الجيش الحر وان تنسيقا يجري تحت الطاولة بين الجيش وداعش في مواجهة الحر .

إلى جانب هاتين الروايتين طبعا كانت الرواية الدائمة عن الدعم الذي يقدمه الجيش بصورة خفية لحساب اللجان الشعبية الكردية وصولا إلى تصوير سيطرتها على القامشلي كعملية تسليم وتسلم بينها وبين الجيش .

إذا جمعنا هذه الروايات معا سيكون كل مسلح في سوريا جزء من كتيبة تابعة للجيش السوري ويصير كل الحديث  عن القتال سيناريو هوليودي لا وجود له ويصير الموت والدم والقتل كله مسرحية والجيش يدعم قتلة جنوده الذين صار الشهداء منهم بالالاف والجرحى بعشرات الالاف  وهذا امر لا يتقبله عاقل .

الأكيد أولا ان تشكيلات الجيش الحر هي  تجمعات من المجرمين والمطلوبين للعدالة مع مرتزقة ممولين من دول الخليج و ومجموعات تابعة لتنظيم الأخوان المسلمين وبعض الجنود والضباط المنشقين او الفارين .

الأكيد ثانيا ان داعش هي فرع  تنظيم القاعدة التابع لقيادة القاعدة في العراق المكون من مجموعات من المتطرفين المستجلبين من الشيشان والصومال والسعودية واليمن وليبيا وتونس ومقابلهم النصرة فرع من فروع القاعدة الرافض للتبعية لقيادة العراق والمتمسك بالولاء مثله لايمن الظواهري الذين فتح الغرب والخليج والمعارضة وتركيا الباب لهم لدخول سوريا أملا بتعويض ضعف المعارضة أمام الجيش وتغيير التوازن العسكري .

الدولة السورية وجيشها ترى في الطرفين قوى للخراب والدمار ولا تقبل أي  تنسيق مع احد منهما تحت شعار أن أحدهما افضل من الآخر و في الميدان  الجيش السوري لا يعتبر انه معني بدعم طرف على طرف فكلاهما اسوأ من الآخر وناب كلب بجلد خنزير .

ميدانيا أن تتقدم القاعدة ليس بالشيئ المستغرب لأنها المكون الحقيقي للجسم المقاتل ضد الدولة القادر على الصمود رغم المال والسلاح الذي وصل للإئتلاف والحر فتركيبة الإرتزاق وغياب البنية الصلبة يعطي القاعدة التفوق الحتمي لكن مستقبل سيطرة القاعدة يزعج قوى الحرب على سوريا لأنه يهمش مسمار جحا الذي يريدون عبره الدخول إلى جسم الدولة السورية وجيشها بإسم الحل السياسي في جنيف و يصعب عليهم التسليم بأن هذا الجسم وهمي و هلامي فيبررون إنهياراته بالتواطؤ بين الجيش السوري وداعش كما هو حال نسبة كل إنتصار للجيش العربي السوري إلى تدخل حزب الله مرة والحرس الثوري الإيراني مرات .

2013-10-20 | عدد القراءات 7155