الخريطة السياسية الجديدة التي يمكن إستخلاصها من الحوار الذي أجرته قناة الميادين مع الرئيس بشار الأسد لا تطال مستقبل سوريا وحدها بل تتسع لترسم مستقبل المنطقة .
الرئيس الأسد ينطلق من أن توازنا دوليا جديدا قد نشأ في مخاض الحرب على سوريا وأن سوريا اسهمت في صناعة وتعزيز هذا التوازن وإستطرادا أن هناك توزان إقليمي جديد مرادف لهذا التوازن الدولي الجديد
ومثلما يرى الأسد ان روسيا والصين تشكلان مع حلفائهما في دول البريكس محور التوازن الجديد دوليا فهو يرى ان حلف المقاومة الذي تقوده سوريا وإيران و معهما العراق وقوى المقاومة كلها سيكون قطب التوازن الإقليمي الجديد .
السؤال في السياسة السورية هو هل سينتج هذان التوازنان الدولي والإقليمي معادلة جديدة لسوريا تأخذها نحو التسوية ؟
جواب الرئيس الأسد يرى التسوية مستحيلة لأن الطرف الآخر في المواجهة هو الإرهاب الذي لا مجال للحلول الوسط معه وهو شيئ آخر غير المعارضة التي تتطلع للتغيير ولها رؤاها والتي يبقى الحل السياسي هو الأساس في الخلافات معها والتي لا يمكن تخيل انها تحمل السلاح او تفكر بحمله و بالتالي في الحرب ستخرج سوريا بمنتصر ومهزوم والمنتصر وفقا للميزان العسكري ولمنطق تساقط اوراق القوة سيكون هو الدولة السورية وجيشها اما الصراع مع المعارضة فسينتهي بالإحتكام للشعب وهذه هي الديمقراطية
السؤال في مستقبل المنطقة هل سينتج عن التوزانات الجديدة الإقليمية والدولية تسويات جديدة تعيد إنتاج المثلث المصري السعودي ؟
الجواب من بين سطور كلام الرئيس الأسد هون أن هذا المثلث كان في مرحلة التحرك الأميركي لإحتواء سوريا بالثنائي التابع لأميركا في حكومات مصر والسعودية في التسعينات و السعودية تحولت إلى قوة معادية أحرقت السفن نحو التسويات وهي متورطة بدماء السوريين و مصر في مخاض إيجابي تتابعه سوريا ويهمها مستقبله الإيجابي والمثلث الذي تتطلع نحوه سوريا هو المثلث المصري العراقي السوري
السؤال إذا لم تكن ثمة تسوية مع السعودية ولا مستقبل لعودةالجامعة العربية ولا نظام عربي جديد يولد إلامن رحم الديمقراطية التي تحتكم إلى الشعوب كما قال الرئيس الأسد و إذا كان التطرف و الإرهاب أدوات السعوديةللحرب على سوريا و إذا كان اكثر الأنظمة تخلفا في العالم هو النظام السعودي وإذا كان المحور السوري العراقي المصري مستقبل المنطقةو مقابله إيران التي تثق سوريا بقوتها وفي قلب هذا المربع تقع السعوديةالتي ستهزم في حربها علىسوريا فهل ستتحمل السعودية الإنطواء وسيتقبل شعبها الصمت والإنكفاء ؟
إذا كان كل ذلك فإن المنطقة ذاهبة إلى مخاض تغيير كبير لن يكون للسعودية فيه مكان وسنكون امام نهضة وصحوة بلاد الحجاز وبداية عهد جديد للنهضة العربية
2013-10-22 | عدد القراءات 4336