المواقف الأخيرة المنقولة عن وليد جنبلاط لجهة ما يجري في المنطقة على ضوء تطور الحرب على سوريا يلخص بيأسه من مستقبل هذه الحرب وثقته بفشل أهدافها سواء لجهة تغيير نظام الرئيس بشار الأسد أو إخضاعه لمجموعة الشروط الإقليمية للمحور الأميركي التركي السعودي خصوصا لجهة موقفه من الصراع مع إسرائيل وموقعه المميز في حلف المقاومة و ينقل زوار جنبلاط عنه علامات هذا اليأس بالتفكير بالهجرة من لبنان بعد أن يتمكن من توفير شروط الإقلاع لزعامة ولده تيمور لحزبه وما يمثل في الطائفة .
يقول جنبلاط لأحد أصدقائه المقربين لقد هزمنا هزيمة كاملة أسوأ و أشد وطأة من هزيمتي حرب تموز والسابع من أيار وعلينا أن نختار شكل الإستسلام و لامكان هذه المرة لشفاعة السيد حسن نصرالله عند الأسد المنتصر لإعادة إنتاج معادلة جديدة لتعويم الدور والزعامة و بالتالي فإن التنحي قدر فرقاء الحرب في المنطقة التي كان مستحيلا ان تنتهي إلا بتنحي أحد فريقين الأسد أو خصومه وها هم يتنحون الواحد تلو الاخر والبداية من قطر ومصر وستشمل آخرين يحجم جنبلاط عن ذكرهم بالأسماء .
يضيف جنبلاط ان معادلة المنطقة الجديدة وقد توجت روسيا وصية عليها وإيران راعية لضمان إستقرارها تعني تتويج حزب الله لبنانيا راعيا رسميا للمعادلة الجديدة برضا وقبول من الغرب الذي عاد يتهافت مندوبو دوله التي صنفت الجناح العسكري للحزب إرهابيا لطلب مواعيد اللقاءات بمسؤولية وتوجيه الدعوات لهم لزيارة عواصمها .
في المعادلة اللبنانية ايضا يرى جنبلاط أن فراغا في رئاسة الجمهورية ربما يعيش شهورا سقفها سنة تنتهي بإنتخاب برلمان جديد فيه أغلبية تسمح بإنتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة ترضي تفاهمات الأسد و نصرالله و ينصح جنبلاط من يفترض أنهم حلفاءه السابقون بالإسراع بمراضاة حزب الله بحكومة جديدة وقانون إنتخاب جديد ورئيس جديد لأنهم إن فعلوا سيضمنون دولة حجم إلتزامها مع سوريا والحزب أقل مما لو وقع الفراغ وإستمر العناد إلى حين إكتماال معالم التغييرات الجديدة و لذلك فهو لا يخفي انه ما لم يسمع هؤلاء في الداخل اوالخارج نصيحته فهو ماض وحده للمشاركة في إعادة المعادلة التي أطاحت حكومة الحريري وجاءت بحكومة ميقاتي سواء بتعويم الحكومة السابقة وإسترداد مراسيم إستقالتها أو لجهة التوافق على قانون إنتخاب جديد لأن هذه الدفعة على الحساب لحزب الله ستسمح بضمان السيد نصرالله للمعادلة الدرزية الجديدة بعد إكتمال معالم النصر السوري .
في المعادلة الدرزية يتطلع جنبلاط للدور الصاعد للأمير طلال إرسلان بصورة تشبه صعود دور جنبلاط في الثمانينات ويقول ربحنا حربا تخلى عنها الإرسلانيون فحكمنا المعادلة الدرزية ثلاثة عقود بقوة سوريا و يربح الإرسلانيون اليوم حربا أشد أهمية كنا في مواجهتهم فيها وهزمنا وعلينا ان نرتضي حكمهم للمعادلة الدرزية لثلاثة عقود بقوة سوريا أيضا و يختم جنبلاط بالقول ضمانة السيد نصرالله قد تسمح برعاية طلال إرسلان لتيمور وتدرجه في الزعامة بصورة أفضل مما عومل إرسلان في المرحلة الجنبلاطية .
ما يقوله جنبلاط إقليميا ولبنانيا ودرزيا يشكل بوصلة للكثير من الحسابات المشابهة في اماكن متعددة من المنطقة ولو بصورة لا تتسرب للإعلام .
2013-10-26 | عدد القراءات 7988