الأخضر الإبراهيمي يعلن أنه يأمل مشاركة إيران في مؤتمر جنيف للحل السياسي في سوريا وكأنه محلل سياسي وليس المبعوث الدولي المكلف التحضير لجنيف و هو المخول توجيه الدعوات وهو يعلم ان مشاركة إيران في جنيف موضوع إتفاق أميركي روسي و أن المشكلة هي عند شريك مضارب إسمه السعودية ولذلك يكتفي بإعلان الأمل وليس القرار بالمشاركة وفورا يخرج جماعة السعودية المجتمعين بإسماء عديدة من الإئتلاف إلى الجيش الحر إلى غيرمسميات لتقول أنها لا توافق على مشاركة إيران بإعتبارها طرف في الأزمة السورية و شريكة بالأزمة .
إيران لم تطلب أن تشارك في مؤتمر جنيف كي يتفلسف المتفلسفون و يتحدثون عن إعتراضات و يضعون الإشتراطات بل قالت أنها مستعدة لفعل كل ما يساعد في حل سياسي للأزمة السورية و قالت مستعدة لحضور مؤتمر جنيف إذا تلقت دعوة رسمية للحضور
لماذا هذه الضجة المفتعلة على مشاركة إيران ؟
السبب كما يراه المتابعون للموقف السعودي هو محاولة تحرش سعودية بتصنيع مشكلة لتحويلها إلى روقة تفاوضية فيصير لقاء حضور ومشاركة إيران هناك ثمن يجب أن يدفع يتصل بمواضيع جنيف أو إذا امكن بالعلاقة السعودية الإيرانية ومترتباتها في عدة ساحات مشتركة التاثير كلبنان والبحرين .
ليس خافيا ان لبنان يشهد تصعيدا سعوديا مرتبط الإيقاع بما يجري في سوريا سواء بالنسبة للحكومة الجديدة وشروط تشكيلها أو بالنسبة للتداعيات الأمنية المتصلة بأحداث طرابلس وما سبق ونقله تابعون للسعودية عن ربطه بما سيجري في منطقة القلمون السورية .
يخلص المراقبون للإستنتاج ان التصعيد على المشاركة الإيرانية بجنيف يريد المقايضة على مشاركة حزب الله في معارك القلمون خصوصا بعدما قال السعوديون بأكثر من لسان تابع لهم إعلاميا وسياسيا أن جبل محسن مقابل القلمون وسقوط أحدهما يرتب سقوط الاخر .
السعوديون يرديون القول أنهم سيوافقون على مشاركة إيران في جنيف وسيوقفون التصعيد من طرابلس نحو جبل محسن فيما لو إمتنع حزب الله عن المشاركة في معارك القلمون المتوقعة .
لكن حزب الله لا يرى جبل محسن مهددا بالسقوط ولا إيران تعتبر الموافقة السعودية على مشاركتها في جنيف موضوعا يستحق النقاش .
السؤال هو ماذا يعتمد الداعون لجنيف من معايير في تحديد الدول المدعوة للمشاركة ؟
عدم التورط بالأزمة السورية كما يقول بعض المعارضات المرتبطة بالسعودية ؟
إذا كان كذلك فلا مكان بهذا المعيار لكل الدول التي توزعت على ضفتي الإشتباك في سوريا بمن في ذلك السعودية بل كل الدول التي شاركت فيما سمي بمؤتمر أصدقاء سوريا المعادي علنا للدولة السورية والداعي علنا للحل العسكري وعلى راسهم السعودية وتركيا وحتى أميركا وفرنسا .
المعروض للتفاوض لا يعادل سعر عرضه وليس هناك من يشتري وعلى السعودية التسليم بمعادلة ضعفها قبل التفاوض .
2013-10-27 | عدد القراءات 3001