كلمة السيد حسن نصرالله في وضع النقاط على الحروف كانت رؤية مفصلية في مقاربة قضايا المنطقة وسوريا ولبنان.
السيد كان متبسما هادئا واثقا من مستقبل التطورات و أفرد لما يجري في سوريا حيزا خاصا مربوطا بما يجري في لبنان فالحرب التي كانت وراء الباب و الأساطيل في عرض البحر ترنحت بسبب قوة الحضور في الميدان التي أبدتها سوريا وثبت عليها الحلفاء وولد من معادلة اللاحرب الجديدة نظام عالمي جديد ونظام إقليمي جديد .
و قضية المخطوفين لم تحل لكرم أخلاق من احد ولا لنوايا إنسانية ولا لأن الطلبات التي قدمت لتغيير موقف المقاومة وإبتزازها لاقت صداها بل لأن الموازين تغيرت وصارت ورقة المخطوفين بلا قيمة و عبئا على أصحابها وإلا فإن الدولة السورية أعطت موافقتها على تحرير السجينات منذ زمن طويل .
السيد يمد حبل تفاؤله من وحي التجربة وفي قلب المعادلات الجديدة ومع بروز نجم مفاوض لامع اثبت الجدارة والأهلية طالب بوجوده دون أن يقول انه موجود وهو اللواء عباس إبراهيم لحل القضايا المزمنة المشابهة سواء قضية المطرانين المخطوفين أو قضية المفقودين من اللبنانيين والسوريين معلنا جاهزية سوريا للتجاوب
السيد يتساءل عن مغزى التصعيد السياسي على جنيف ومبدا الحل السياسي للأزمة السورية ولم يعد بين أيدي من يصعدون اي أمل لتغيير الموازين التي تزداد كل يوم كفتها رجحانا لصالح الجيش السوري و يتساءل عن التصعيد العسكري في لبنان وفي جبهة طرابلس خصوصا لموت عبثي لن يغير شيئا في المعادلات الواضحة الإتجاه والنتائج و يمد اليد ليكون الحوار اساس كل الحلول التي لا أمل بنصر فيها لفريق على فريق
لكن السيد الذي يبدأ بالتساؤل والتفاؤل يبق البحصة ويقول أن اول حرف من مسؤوليات التعطيل هو عند المملكة العربية السعودية ويكشف أنها وراء كل تصعيد وتعطيل و أنها سبب التصعيد العسكري في طرابلس و سبب التصعيد السياسي من أطراف االمعارضة السورية ضد الحل السياسي
السيد الواثق من نهايات سعيدة في زمن الإنتصارات الذي تجلى وزمن الهزائم الذي ولى ينصح من يريدون التجربة كي يكتشفوا سوء طالع من يصعد والأمور على خواتيمها أن يتعظوا و أن يوفروا جهودهم اليائسة لأن ما تغير قد تغير
هو السيد في الوعد والعهد والقراءة والإستشراف وهو السيد الذي لا يتردد ولا يخاف فإن أرادوا سلما وحوارا فهو كامل الأوصاف وإن أرادوا الحرب فهو أبو الحروب الفي السنين العجاف
2013-10-28 | عدد القراءات 3391