جنيف على مرحلتين - مقدمة نشرة أخبار قناة توب نيوز - 30-10-2013- ناصر قنديل

المناخات المحيطة بعقد مؤتمر جنيف للحل السياسي في سوريا تفيد بصعوبة نجاح مساعي عقده كإطار دولي إقليمي يلتقي تحت قبته مثثلو الحكومة السورية وممثلي المعارضة / ذلك أن بعض الدول المتورطة في الأزمة السورية وعلى رأسها السعودية لا تزال تجاهر برفضها للحل السياسي / وتحرض دوليا وإقليميا على ضخ  المزيد من المال والسلاح والمسلحين إلى الأراضي السورية لمواصلة القتال ضد الدولة السورية .

على ضفة موازية لا تبدو معايير شراكة المعارضة واطرافها محسومة بين رعاة المؤتمر وخصوصا موسكو و واشنطن / فلا قيادة مجمع عليها للذين يتحركون سياسيا وعسكريا تحت مسمى المعارضة / فمن جهة تتقاتل التنظيمات التابعة للقاعدة وعلى رأسها داعش والنصرة مع اللجان الكردية من جهة / وتشكيلات تحت اسم الجيش الحر من جهة اخرى/  بينما يتقاتل الحر مع الأكراد وتشتبك النصرة وداعش / و تخرج عشرات المجموعات المسلحة ببيانات تعلن عدم قبولها بتمثيل الإئتلاف المعارض لها في اي مفاوضات / و تصدر التشكيلات القيادية للتنسيقيات مواقف مشابهة / و ينقسم الإئتلاف نفسه بين تشكيلات المجلس الوطني الرافضة للمشاركة / والتشكيلات الأخرى التي تتردد وتعجز عن إتخاذ قرار / ويرفض الموجودون من المعارضين في الخارج بمسميات مختلفة تهميشهم من قبل الإئتلاف وإدعائه حصرية التمثيل / وهو لا يتعدى كونه إطارا مدعوما من الثنائي التركي السعودي / و تخرج معارضات الداخل وفي مقدمتها ممثلو الأكراد وهيئة التنسيق لتأكيد أحقيتها بالحضور .

يزيد الإضطراب في مستقبل وحظوظ جنيف أن حل مشكلة تمثيل املعارضة رغم تعقيداتها لا تحل المشلكة / فجنيف هو وسيلة وليس هدفا / والهدف هو وقف العنف / وهذا هو المبرر الوحيد لمداخلة دولية في الأزمة السورية / والقوى المعارضة  المرشحة للحضور كلها لا تملك أكثر من قدرة تأثير لا تتعدى نسبة 20% من قرار الميدان العسكري / وبالتالي قرار وقف العنف والقدرة على الإسهام فيه .

الدولة السورية تتمسك بمعادلة رفض مناقشة الشؤون السياسية الداخلية المتصلة بشكل نظام الحكم ومن يشغل مواقع المسؤولية فيه من قبل غير السوريين / وبالتالي حصر المساهمة الخارجية في المساعدة على إنجاح مساعي وقف العنف وإطلاق الحوار .

تطرح بعض الأوساط مخرجا من المأزق الذي يحيط بمستقبل جنيف / يقوم على تقسيم  المؤتمر إلى مرحلتين / تقوم المرحلة الأولى على عقد مفاوضات  منفصلة يشارك فيها الرعاة الدوليون اي روسيا واميركا والأمم المتحدة و الدول المدعوة / مع كل من وفود المعارضة على حدة والحكومة على حدة / بحيث يتحول اللقاء مع ممثلي الحكومة إلى إطار لمصالحات سورية سعوية تركية بصورة رئيسية / و إلى تفاوض على آليات لوقف التمويل والتسليح و الزج بالمقاتلين للمساهمة بوقف العنف / على ان تتولى الإجتماعات بوفود المعارضة / التي تفتح ابوابها لأعلى نسبة من الأطر العاملة بمسميات متعددة سياسيا وعسكريا  في الداخل والخارج والمجمعة بهيئات على مستوى سوريا او المحصورة بمناطق معينه / بإستثناء الجماعات المنضوية تحت لواء القاعدة / السعي إلى توحيد رؤاها من جهة وإستكشاف حجم قدرتها على الإسهام بوقف العنف من جهة ثانية / والسعي لبلورة ورقة عمل سياسية و قيادة موحدتين تحضيرا للجولة الثانية من جنيف / التي تضم فريقين متفاوضين يمثلان الحكم والمعارضة في قلب إطار لوقف العنف و إطلاق الحوار السياسي/  و يعتبر الذين يسوقون هذا المشروع انه ينقذ الدعوة لجولة أولى في الشهر القادم تستسمر على حلقات حتى مطلع العام / ليكون موعد المفاوضات بصيغتها المباشرة والمنتظمة والواضحة الرؤى والأهداف مطلع الربيع القادم .

2013-10-30 | عدد القراءات 2206