منذ فضيحة فرار المخبر الاستثنائي السري في المخابرات الأميركية جو سنودن و عالم الحكام والسياسيين الكبار والمتمولين والحسناوات العالميات يعيش أجواء توتر غير مسبوقة منذ بدأ جوليان اسانج منشئ موقع ويكيليكس بنشر وثائق الخارجية الأميركية ومحاضر اجتماعات السفراء السرية مع قادة الدول وحكوماتها ومعارضاتها ، وما تسبب به ويكليكس من ضعف الثقة بالتعامل مع السفراء والديبلوماسيين الأميركيين الذين كانوا موضع نطرة أسطورية صنعها لهم فيلم رامبو بأجزائه المتسلسلة وضخمتها الهالة التي تحيط بقدرات التشفير والسرية والحفظ المعلوماتي التي تتمتع بها الأجهزة الأميركية الحكومية المختلفة ، خصوصا بعيون المتعاملين معها ، لتظهر الحقيقة العارية فضيحة مدوية ويصير كل ما قيل في السر منشورا في العلن فارتبك الجميع وسقطت الكثير من فرص التشغيل والتعاون والتخطيط والتآمر بسبب الحذر والخوف من التسريب .
قيل الكثير عن أسانج ومن وراءه ، وبسبب الهالة الاسطورية لأميركا راجت حكاية ان وراءه المخابرات الأميركية في حبكة بوليسية ، وساعد ذلك في طمأنة الحلفاء والعملاء ليواصلوا الثقة ، وشارك في ترويج هذه الرواية جمع من معارضي اميركا لكنهم مسكونون بوهم الخرافة الأميركية حتى حطت رحال اسانج في برنامج تلفزيويني على قناة روسيا اليوم كانت أولى أرصدته المعنوية مقابلة مع قائد المقاومة السيد حسن نصرالله ، فصارت التساؤلات عن شيئ ما بين المخابرات الروسية و جهاز أمن المقاومة قام باختراق الأرشيف الأميركي ووضع المعادلات والمعطيات بيد اسانج او تشارك معه الخبرة المعلوماتية والإلكترونية لتحقيق الإنجاز الأهم في حرب المخابرات وسكت المحللون قبل اكتشاف ما إذا كان الروس أم حزب الله وإيران اصحاب الإنجاز .
أميركا تقود العالم بعد سقوط جيوشها في مستنقعات الفشل لأنها تملك ثلاثة خطوط انابيب لا غنى للعالم عنها هي أنابيب النفط والغاز وانابيب المال والبورصات والمصارف وانابيب المعلوماتية والأنترنت .
فضيحة اسانج اسقطت التفرد الأميركي في قطاع المعلوماتية وضربت الهالة وعقدت اشكال العمل و جاءت مشاريع روسيا وإيران النفطية فكسرت احتكار أنابيب النفط والغاز وحرب سوريا كانت اهم مفاصل وضع معادلة جديدة في هذا الميدان ، ومشروع بوتين لصندوق تنمية ومصرف عالمي للدول النامية عبر مجموعة البريكس يوازن دور صندوق النقد الدولي والبنك الدولي .
تأتي فضيحة جو سنودن كضربة قاضية لأميركا في قطاع المعلومات لأنها تنقل اللعبة التي بدأها اسانج إلى مكان أعمق وأخطر ومع قادة اهم ، وسنودن في موسكو وموسكو ترددت بقبوله حتى تحققت من حجم اهمية و خطورة الكنوز التي بحوزته فاحتفظت به رغم حجم الضغوط الأميركية لاسترداده والتي قيل أنها كانت وراء التهديد بالحرب على سوريا
من صدٌر سنودن إلى موسكو ؟
سيبقى سؤالا مستقبليا وربطا باسانج قد نعلم بعض الحقيقة ، و المهم اليوم ان فضائح سنودن محور عمل واهتمام الديبلوماسية والمخابرات الأميركيتين لاحتواء الأضرار وترميم الخراب من ميركل إلى صندوق النقد والبنك الدوليين ، والأهم حكام السعودية وأندية القمار والحسناوات وهواتف طلبات التحويل والرشاوى والله اعلم بالمخفي
يحاول كيري في الرياض التخفيف من خطورة المسرب و زرع لاطمئنان لكن الملك والأمراء خائفون و يعرفون حجم فضائحهم فربما يكون تسريع التنحي طريق الاطمئنان .
بكل الأحوال شكرا حزب الله شكرا إيران شكرا روسيا
2013-11-01 | عدد القراءات 2990