الصيغة المتداولة لمؤتمر جنيف تقوم على معادلتين نظرية وواقعية ، الأولى هي كناية عن التصور الذي أنتجته موازين القوى والتجاذبات التي بلغت حافة التورط بحرب إقليمية كبرى كانت معرضة للتحول لحرب عالمية حتى تبلور الإتفاق الروسي الأميركي على مفهوم متقارب لصيغة جنيف
الصيغة تقوم على معادلة إعتبار الحضور بلا شروط مسبقة مع ترك الشؤون السورية للسوريين هذه ثنائية جنيف التي تساندها ثنائية إقليمية دولية قوامها وقف العنف بين الدولة اوالمعارضة ضمن مفهوم تسوية سياسية تنتج عنها حكومة وإنتخابات ودعم حرب ستستمر على القاعدة التي تجذرت وصارت خطرا حقيقيا لا يمكن تجاهله ولا تفاديه
هذه الصيغة تبنتها الأمم المتحدة وكلف الأخضر الإبراهيمي كمبعوث اممي تداولها مع الأطراف الدولية والإقليمية والسورية المرشحة لحضور جنيف
هذه المعادلة النظرية يقابلها معادلة واقعية هي نتاج مداولات الإبراهيمي حول مواقف الأطراف وإستعدادها للمشاركة وفق هذه الصيغة
واضح ان المعارضة الشديدة للصيغة من السعودية ونسبيا من تركيا وفرنسا يقابلها موافقة من سوريا ومن إيران و تشدد بالرفض من اطراف المعارضة المعتمدة من واشنطن وحلفائها بينما تلاقي قبولا من المعارضة الداخلية
واشنطن امام ثلاثة خيارات أولها النجاح بجلب الحلفاء وخصوصا السعودية للمفهوم المتفق عليه لجنيف قبل أن يتقدم الجيش السوري أكثر ويصير جنيف فاقد الوظيفة وقد صارت الحرب الخارجية خيار غير قابل للنقاش فيعقد جنيف وفق المعادلة النظرية وتطابقها مع الواقع الجديد
الخيار الثاني أن يجري تأجيل جنيف بحجة ان لا مبرر لعقده بغياب المعارضة والمقصود المعارضة المعتمدة من الغرب والإئتلاف حصرا كغطاء أيضا لغياب السعودية ومن يريد تحت شعار التضامن مع املعارضة وهذا التأجيل يعني حدوث ما تخشاه واشنطن من تبدل في الموازين قد يعقبه موعد ثان لجنيف يؤجل ايضا وصولا لإستنفاد جنيف مبرراته .
الخيار الثالث هو عقد جنيف بمن حضر وهنا سيحضر حكما الروسي والأميركي والأمم المتخحدة والدولة السورية ومعارضة الداخل وإيران وعندها سيأتي التركي والفرنسي والبريطاني حفاظا على الدور والصيني سيكون حاضرا بكل تأكيد
سيكون لجنيف في هذه الحالة مساران متوازيان واحد للمعارضة والحكومة برعاية الثلاثي الأممي الأميركي والروسي والأمم المتحدة وثان دولي إقليمي تحضره الدول المشاركة مع الحكومة السورية فقط فيصير موضوعه كيفية خوض الحرب على الإرهاب وشروط نجاحها طالما يسلم الجميع بخطر نمو وتجذر القاعدة ويقر بكونها بلغت مكانة لا يمكن تجاهلها وهي تسيطر على أغلب مناطق المعارضة .
جنيف بمن حضر قد يكون فرصة لا بد منها لإستكمال تركيبته وتوسيع دائرة المشاركة فيه كما يقول ديبلوماسي روسي سابق و يضيف ربما يحرض هذا السعودية والإئتلاف على الحضور
2013-11-02 | عدد القراءات 4811