بوتين الصادق وكيري الكذاب - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز - 3-11-2013 - ناصر قنديل

في ذات الوقت الذي كان جون كيري يطلق من القاهرة التطيمنات للسعودية حول إلتزام إدارته بمفهوم لمؤتمر جنيف يلاقي رغباتها التحريضية على سوريا ومستقبلها والإصرار على التدخل بشؤونها و مستقبل الرئاسة فيها كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطلق مواقف ذات صلة مباشرة بما يجري في سوريا .

قال بوتين أن العنف في سوريا الذي يهتم مؤتمر جنيف بوقفه ويتكرس لإستبداله بالحل السياسي ليس ناتجا عن الخلاف السياسي الداخلي بل عن السعي الأميركي لكسر قرار سوريا ورئيسها المتمسكين بالإستقلال الوطني وفرض الهيمنة والخضوع  المفروضين على أغلب دول العالم الكبرى والصغيرة عليها و تموله دول تعمل لخدمة هذا المشروع و ان جنيف يحقق اهدافه بوقف العنف وإعتماد الحل السياسي بتخلي واشنطن عن لغة التعجرف والغطرسة والتخيل أنها لا تزال الشرطي العالمي الذي يملي  على الدول قراراتها .

وقال بوتين أن الحل السياسي هو أن تقبل واشنطن بقرار سوريا المستقل الذي يعبر عنه  الرئيس بشار الأسد وبدلا من ان تطلب من الدول التي  تمول العنف وتدعمه مواصلة هذا الطريق وتسايرهم في تطلعاتهم  ومواقفهم  على واشنطن أن تتصرف بمسؤولية الدولة الكبرى وتقول الحقيقة وهي أن على الذين يدعون الحرص على دماء السوريين أن يترجموا ذلك بوقف التمويل والتسليح و تشجيع  الحوار السياسي بين السوريين

كيري كان يتحدث وكأن بيده مصير الرئيس بشار الأسد ويقول أن لا حل في سوريا طالما بقي الرئيس الأسد وهذا يعني إنقلابا على تفاهمات جنيف القائمة على رفض أي شروط مسبقة لعقد جنيف وإستثمار الضغوط لجلب الجميع إلى طاولة الحوار بدون شروط لا أن يشجع المغالين بمواقفهم بوضع شروط بتبني شروطهم وهو يعلم ان لا مجال لجنيف بشروط من أحد وأنه عاجز عن تقديم اي ضمانات يطلبونها بقبول شروطهم ولو بعد حين .

جنيف يبدو ذاهبا للتأجيل طالما أن واشنطن لا تزال  تكذب  بلسان كيري وتتكلم أكثر من لغة وفي كل مكان حسب الطلب مرة تؤيد الحل السياسي وتقول للمعارضة لا للشروط ولا مجال لضمانات ومرة لضمان نجاح زيارة السعودية يطلق مواقفا لا يملك كيري الثبات عليها ولا تقديم ضمانات لتحقيقها ولا لجعلها شروطا لعقد جنيف .

كيري يكذب وبوتين يقول الصدق وهناك  بين القادة  من لا يزال يعتبر الكذب ملح  السياسة ومن يعتبر  حبل الكذب قصير وكيري الطويل يلعب فوق الحبل القصير وبوتين اقصر منه لكنه يعرف ماذا يصير .

 

 

2013-11-03 | عدد القراءات 4041