التفاهم الأميركي السعودي لم يكن مناورة ولا الخلاف كان مناورة أيضا لكن المعلن من اسباب الخلاف وعناوين التفاهم هي مجموعة أكاذيب إعلامية لتبرير الخلاف وتبرير التفاهم كما يقول ديبلوماسي عربي مخضرم يعرف جيدا تاريخ الحكمين وسياساتهما وطبيعة محركات العلاقات بينهما .
محور الخلاف كان قناعة السعودية أن واشنطن باعت حلفائها في المواجهة المزمنة مع الحكمين الإيراني والسوري بسعر بخس بينما ذهبوا هم في المواجهة إلى طريق اللارجعة وصار عليهم ان يدفعوا فاتورة التراجع الأميركي عن خيار المواجهة .
وإذا كانت السعودية تعرف وتعترف أنه لا يحق لها مطالية أميركا بمواصلة الخيار العسكري تجاه البلدين طالما أن العقبة دون ذلك هي المخاوف من التداعيات اي ما يتصل بالقدرة وليس بالرغبة لدى أميركا وطالما أن ما تطلبه السعودية هو أن تقاتل بالأميركيين وهذا ما لا يحق لها إلا أن السعودية تعتبر ان بقاء الحال على حاله من الإستنزاف والتعقيد والقطيعة والعقوبات والضغوط إن لم يوفر فرصا جدية لتمكين خصوم سوريا وإيران منهما لإضعافهما وتحقيق إنجازات عملية على حسابهمها إلا أنه لا يمنح الخصمين اللدودين للسعودية في المنطقة فرص التنفس وإسترداد القدرة وبالتالي التمهيد لمواصة القتال ضدها من موقع القوة بعد تحييد اميركا عن المواجهة .
وترى السعودية حسب المصدر نفسه أنه عندما ترتضي دولة بحجم أميركا إنهاء نزاعها مع إيران بتفاهم نووي لا ينهي قوة إيران ولا ينال من هيبتها وترتضي طي صفحة التصعيد ضد سوريا بتسوية الملف الكيميائي السوري بينما السعودية في حال قطيعة وعداء معهما ومثلها أطراف عديدة في حال مشابهة فإن ذلك يعني ترك هؤلاء الحلفاء مكشوفي الضهر لمواجهة لم ولن تنته وسيكون فيها لسوريا ولإيران ظروف تحقيق الإنجازات بصورة لم تكن متاحة لهما من قبل .
واشنطن التي ترى أن الموازين الحاكمة للمواجهة ليست إرادية ترى ايضا انها منحت حلفائها قبل الدخول في الخيار التفاوضي الكثير من الفرص ولم يثبت أنهم يملكون ما يغير في هذه الموازين وان الأولوية الأميركية هي صياغة التفاهمات حوا العناوين الكبرى للجغرافيا السياسية والإستراتيجية لآسيا قبيل الإنسحاب من افغانستان وفتح الممرات الجغرافية بين روسيا والصين وإيران يستدعي نقل كل ما كان في الميدان إلى طاولة التفاوض وتتوقع من حلفائها عدم إضاعة الوقت طالما أنهم لا ميلكون بدائل واقعية لخيار التفاوض ضمن المدى الزمني المتاح .
وحسب الديبلوماسي العربي المخضرم والمتابع فإن واشنطن لا تخفي إمتعاضها من كون الرهان الوحيد الذي يمتلكه الحلفاء هو تسليم سوريا تدريجا لتنظيم القاعدة وما تعنيه الجغرافيا السورية في هذه الحالة من مخاطر إستراتيجية و أن تساهل واشنطن مع الإستخدام التكتيكي للقاعدة كان بخلفية إستنزاف سوريا تمهيدا للوصول إلى وضع تفاوضي أفضل او الإقتراب من وضع اليد عليها وإذ النتيجة هي ان لاشيئ سوى معادلة أن القاعدة تستعمل السعودية وسائر الحلفاء .
في الخلاصة تعتبر واشنطن أن قدرها وقدر حلفائها هو التفاوض وقدرهما معا هو البقاء معا ليستقوي أحدهما بالاخر على مائدة التفاوض التي يشكل إضعافها إضعاف للحليف وليس للخصم وبالتالي يجب السعي معا لبلوغ أفضل الأرباح الممكنة أو على الأقل التوقف عند الحد الأدنى من الخسائر الممكنة .
الديبلومسي يقول ان التفاهم قد تم على سلوك طريق جنيف فتداعت حجارة المعارضة السورية وأن المحطة الحاسمة التي وضعت على الطاولة كإستحقاق مشترك ومصيري هي الإنتخابات الرئاسية السورية التي حسم امر ترشح الرئيس بشار الأسد لخوضها بعد ان يتم ولايته الحالية وصار على كل حلفاء واشنطن وضع ثقلهم في توفير افضل الفرص للفوز بها أو على الأقل الفوز بنسبة جيدة من مقاعد البرلمان السوري القادم والرهان هنا على الضغط على الإغتراب وتوظيف معاناة اللاجئين وفتح خزائن المال السعودي وتحريك قوة الفتاوى والإعلام
الإنتخابات السورية بمحطاتها القادمة حرب عالمية ناعمة بكل المعايير
2013-11-06 | عدد القراءات 8302