التنصت الإسرائيلي على لبنان تحول إلى قصية محورية في النظر لتطورات المنطقة بعدما نشرت الصحافة العالمية تقارير عديدة عن تحضيرات للحرب التي تستعد لها إسرائيل ضد حزب الله إنطلاقا من التغييرات الإستراتيجية التي تستشعرها مع التفاهمات الأميركية الروسية وما ترتب عليها من رسم لخريطة المنطقة تبدو فيها اليد العليا لقوى المقاومة من إيران إلى سوريا إلى حزب الله ومعهم العراق بعد تبلور موقعه خلال الأزمة السورية كشريك كامل في هذا الحلف .
ماذا تملك إسرائيل ان تفعل وهي ترى مصر المنشغلة بأوضاعها الداخلية وتجد تركيا حائرة تبحث عن طرق للتموضع والتأقلم مع المتغيرات وتبقى السعودية بتصرفاتها الغاضبة جهة لا يعتمد عليها في تغيير المعادلات و لو كانت قابلة للإستعمال في الخطط الإسرائيلية ؟
لماذا التنصت الإسرائيلي على لبنان و لماذا زرع الأبراج الجديدة على الحدود في فلسطين المحتلة ؟
السؤال يجد جوابه لدى خبراء عسكريين متابعين للمسارات الإفتراضية للخيارات الإسرائيلية ولا يستبعدون مغامرة حرب الأمر الواقع لفرض حقائق جديدة على المعادلة الدولية التي ترعى التفاهمات و تتابع بلورتها وتنفيذها خصوصا أن سقف المعروض على إسرائيل هو الرضا بسلام شامل تدفع فيه ما تسميه الثمن المؤلم من موقع المهزوم ضمنا بإرتضاء العودة إلى خلف حدود العام 67 على جميع الجبهات و قيام دولة فلسطينية حقيقية عاصمتها القدس الشرقية .
هذا الثمن تراه قيادات إسرائيلية أكبر من كلفة الحرب التي كانت تسعى لتفاديها بسبب كلفتها المرتفعة فيما يرى بعض قادة إسرائيل انه في أسوا الأحوال فإن الحرب التي قد تهدد إسرائيل بخسارة أكبر ستفرض على الأميركيين التدخل السريع وجر الروس للمشاركة في فرض وقف فوري لإطلاق النار والدخول فورا في محاذات السلام وعندها ستكون الميزة التي كسبتها المفاوضات هي إنضاج جميع الأطراف بمن فيهم الجمهور الإسرائيلي لتقبل أثمان الحلول بعد تذوق مخاطر الحروب .
التنصت على لبنان يخفي حسب الخبراء ثلاثة أهداف تتصل بالحرب المقبلة ويؤشر لعاملين من خمسة عناصر تختصر المشهد :
2013-11-09 | عدد القراءات 5492