الإعلان الذي صدرعن أمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بترتيب البيت الداخلي للتنظيم في سوريا ودعوة ما عرف بدولة العراق والشام الإسلامية او داعش لمغادرة سوريا وترك إمرة القاعدة في سوريا لجبهة النصرة وما تلاه من إعلان شورى داعش التمرد على أوامر الظواهري طرح تساؤلات جوهرية حول خلفية القرار و خلفية الرد خاصة أن الموقفين غير مسبوقين في تاريخ التنظيم .
السؤال الحقيقي هو ان داعش لم تعد جزءا من تنظيم القاعدة بسبب تحديد صلاحية ونطاق عملها الجغرافي فهل هذا يستوي بقياس اهل العقيدة ؟ أم يؤشر إلى أحد أمرين إما أن داعش لم تكن قاعدة بالأصل وإستعملت الإسم والغطاء ولما صار الإلتزام يفرض عليها تنازلا عن مسألة أساسية في مبرر وجودها قررت الإنفصال أو أن داعش هي قاعدة لكن خلافاتها الداخلية مع قيادة الظواهري أعمق و أشمل وجاءت قرارات الظواهري بكف اليد عن سوريا تعبيرا عنها و كان الرد بالتمرد فالإنفصال .
القريبون مما جرى بين الظواهري و داعش يقولون أن الوقائع المتوافرة توحي بالأمرين معا فداعش هي تكوين هجين ليس قاعديا صافيا وفيه خليط بين لعبة الأمن الإقليمي والفكر القاعدي وداعش التي تكونت في العراق بصفتها دولة العراق الإسلامية لم تعد مع أبو بكر البغدادي كما كانت مع أبو مصعب الظواهري و القاعدة لم تعد مع الظواهري كما كانت مع أسامة بن لادن و محور التمايز بين التغييرين في دولة العراق والقاعدة يدور حول العلاقة بالمخابرات التركية التي تربطها علاقة وثيقة بالبغدادي وهو أمر يعترض عليه الظواهري الذي لا يراه البغدادي أشد اهلية منه لقيادة القاعدة بعد رحيل بن لادن خصوصا أن ساحة العمل التي أعادت القاعدة إلى الضوء هي ساحة داعش اي سوريا والعراق وقد فشلت محاولات الظواهري لتقوية فروع المغرب ومالي وافغانستان وباكستان .
العلاقة التركية بداعش تفسر الخلاف الداخلي في القاعدة كما تفسر إصرار الظواهري على تحجيم داعش بإعادتها للعراق وفصلها عن سوريا و تفسر معنى أن داعش ليست قاعدة بالمعنى الصافي للإنتماء لكنها تفسر أشياء أخرى كثيرة فداعش تصر على البقاء في سوريا ليس للأسباب التي يتداولها خصومها في القاعدة و حسب كموارد النفط التي تتهم داعش الظواهري بطلب الحصول على نصفها أو بالسعي لتثبيت مرجعية بديلة للظواهري بقوة الإمساك بالساحتين السورية والعراقية مقابل سعي الظواهري لتحجيمها بل أيضا لأن ما يقوله العارفون بخطة داعش هو تركيز عملها في سوريا والعراق على العمق الحدودي لسوريا مع كل من العراق وتركيا وهذا له معنى حزام الأمن الحدودي الذي يتضمن خطة فصل المناطق الكردية عن بعضها في الدول الثلاثة المتجاورة أي سوريا والعراق وتركيا و ليس من احد مهتم بهذا الهدف كمثل إهتمام تركيا بتحقيقه وتضيف المصادر المتابعة قولها إن الإشتباك مع الأكراد والسعي لتحجيم حضورهم كان خطة عملت عليها داعش منذ بداية حضورها في سوريا لأسباب لا تتصل برؤية القاعدة بل بالرؤية التركية والمصالح التركية الأمنية والإستراتيجية .
يستغرب العارفون تصديق المتابعين للخلاف التركي مع داعش و الحديث عن تقاصف وقطيعة بينما داعش تنال نصيبا وافرا من المال والسلاح المخصصين للمعارضة السورية عبر تركيا وتبيع نفط سوريا كما تبيع المسروقات عبر تركيا وكل ما قيل عن توتر عبر الحدود مجرد مسرحية مبرمجة لإسكات الإعتراضات المبنية على إتهامات توجهت بها عواصم الغرب لأنقرة محورها التسهيلات الممنوحة لداعش .
داعش تركية والنصرة قطرية وجسم القاعدة المباشر يمثله المقاتلون الاجانب الوافدون الذين قرر الظواهري نقلهم من تركيبة داعش لتركيبة النصرة .
السعودية لا تملك إلا دفع المال وعلاقة بندر بن سلطان بقيادة الظواهري و حروب الإلغاء تنذر بساعة صفر لا تبقي ولا تذر فيما الأتراك يكذبون .
2013-11-10 | عدد القراءات 6161