تغيير جنبلاط – مقدمة نشرة أخبار توب نيوز-12-11-2013- ناصر قنديل

التبدلات التي يشهدها موقف النائب وليد جنبلاط صارت محور الإهتمام في لبنان وكثيرا ما يتعدى الأمر حدود لبنان لكون تقلبات جنبلاط غالبا ما كانت لا تنبع من مجرد حسابات شخصية او ذكاء إستراتيجي وهو الذي ركب خيارات إنتحارية مرات عديدة بل من كون المصادر التي يتلقى منها جنبلاط قياساته لإتجاه الرياح الإقليمية والدولية صارت معروفة وصار تبدل تموضعه وحدود هذا التبدل يمثلان  فرصة لفهم كيف تنظر هذه المصادر لوضع المنطقة وخريطتها الجديدة .
جنبلاط يرتبط بعلاقة حوار وصداقة تتحمل الحوار غير اليبلوماسي مع جيفري فيلتمان المعاون السياسي للأمين العام للأمم المتحدة والمكلف من الإدارة الأميركية التي لا يزال جزءا عضويا من إدارتها السياسية والأمنية للملفات الخارجية بمتابعة عدد من هذه الملفات وخصوصا الملفين السوري والإيراني حيث يتولى فيلتمان تحت قبعة الأمم المتحدة التفاوض حيث لا تريد إدارته الحضور المباشر في المفاوضات .
جنبلاط على إتصال وثيق بالأمير السعودي بندر بن سلطان الذي يتولى قيادة التصعيد في الحرب على سوريا ويقود الإشتباك السعودي الإيراني  ويحتضن  المجموعات المتطرفة المشتغلة  على الفتن المذهبية بين السنة والشيعة وهو صاحب العلاقة المؤثرة في بعض فروع القاعدة منذ تولى تأسيسها بالتعاون مع اسامة بن لادن ومستشار الأمن القومي الأميركي زيبيغنيو بيرجينسكي في مطلع الثمانينات و لا يخفي بندر كما لا تخفي إسرائيل علاقة وطيدة ووثيقة بينهما .
جنبلاط الذي ذهب أبعد من اي احد آخر في تبرير الحرب  على سوريا بما فيها تغطية مفردات القاعدة عندما تنطح للدفاع عن النصرة هو نفسه جنبلاط الذي راهن على سقوط النظام في سوريا و أمن السلاح والإيواء لمجموعات المعارضة المسلحة في سوريا و قام بتحديد مواعيد لرحيل الرئيس بشار الأسد وهو ذاته جنبلاط الذي يسخر اليوم من المراهنين غلى سقوط الأسد و يتهكم على كل من يتردد بالإعتراف بأن خريطة جديدة للمنطقة قد رسمت في التفاهمات الروسية الأميركية وان بقاء الأسد وتحول إيران إلى قوة إقليمية عظمى يشكلان محور الشرق الأوسط الجديد خلافا لما رسم هذا الشرق من قبل خلال عدوان تموز 2006 .
جنبلاط لم يتموضع من خندق إلى خندق بل لا يزال في ذات الخندق العدائي لسوريا لكنه يتعاطى على قاعدة ما لديه من معلومات حول الطريق المسدود لهذا العداء فيبحث عن معادلة للواقعية السياسية قوامها التراجع إلى المربع اللبناني والتخلي عن إدعاء الدور الإقليمي ومن هنا يصير التورط بالأزمة السورية بلا مبرر مع الدولة او مع المعارضة ويصير النأي بالنفس فلسفة بينما التموضع العقلاني داخل الحدود اللبنانية يستدعي اخذ تاثير هذه المتغيرات على المعادلة اللبنانية فتصير الأولوية لتلبية متطلبات إطمئنان بل رضا حزب الله سواء في الإستحقاقات السياسية المختلفة او في  ترسيم مستقبل العلاقة مع سوريا و يختصر جنبلاط جوابا عن سؤال حول مستقبل تعامله مع سوريا بالقول اللي بيشوفو السيد .
 
 

2013-11-12 | عدد القراءات 5250