عاشت مدينة طرابلس ولا تزال في مناخات من القلق من إنفجار أمني تشتغل عليه جهة لا تمل ولا تكل من إرتكاب الإستهدافات الممنهجة منذ التفجيرين اللذين إستهدفا المسجدين وجموع المصلين قبل قرابة الشهرين وتتالت الإتهامات التي طالت الشيخ هاشم منقارة وزملائه المشايخ المناهضين للخط السعودي في طرابلس و كادت تفجر طرابلس في إشتباكات هدأها تراجع الإتهامات ومطلقيها لنيتهم إعادة توجيهها نحو فريق أكثر إثارة هو الحزب العرب الديمقراطي الذي سرعان ما صار المتهم الأول بالتفجيرين وصار زعيمه علي عيد ملاحقا ومطاردا من القضاء والأجهزة الأمنية .
تحت غبار الأزمة التي ولدها الإتهام والملاحقة تسارعت الأحداث مع إغتيال الشيخ سعد الدين غيبة الداعية الإسلامي المنتمي للتيار الذي يقوده الشيخ منقارة و يتضح ان المطلوب لطرابلس أن لا تعرف الهدوؤ وان تنتقل من محنة إلى محنة حتى تقع في الفتنة .
الإغتيال يشبه إغتيال شيخ آخر قبل سنوات هو الشيخ نزار الحلبي الداعية الإسلامي المناهض للخط السعودي في بيروت ورئيس جمعية الشماريع الإسلامية المعروفة بإسم الأحباش و الذي حدث يومها أن الأجهزة الأمنية المعنية بالتحقيق لم تكن تحت التأثير السعودي كما هو حال فرع المعلومات الذي يتولى التحقيقات في تفجيرات طرابلس وما تلاها وينشر الإتهامات و تكون الإتهامات أقوى من الأحداث التي كانت التحقيقات تستهدفها ولذلك فقط كشفت التحقيقات الجهة التي قامت بتنفيذ الإغتيال الإجرامي .
من يقف وراء الإغتيال ؟
هذا هو السؤال الحقيقي في السياسة بمعزل عن التحقيقات التي يمكن أن تجري رياحها كما جرت رياح ما قبلها لتشعل نارا فوق النار المشتعلة .
الربط بإغتيال الشيخ نزار الحلبي يضيئ على وجه آخر غير صناعة الفتنة وهو تصفية الرموز المناوئة للخط السعودي ضمن خطة منهجية لحصر الفتوى الدينية والخطاب الديني برجال دين من مواصفات معينة و محددة بشكل علني يفسره إغتيال رمز الإعتدال والوسطية و العروبة بين المسلمين الإمام البوطي فوق منبره في دمشق .
مع نهاية زمن الحروب والإستعداد للتسويات تعمل الجهزة السعودية على تنفيذ خطة تختصرها معادلة "ممنوع أن يبقى رجل دين و إمام مسجد إلا على الهوى السعودي " من يمكن ضمان مساندته لخط التطبيع مع إسرائيل من نموذج القرضاوي أو نماذج القاعدة التي لا تتستهدف إسرائيل مهما بلغت قدراتها ومهما بلغت الجرائم الإسرائيلية بحق المسلمين أو من نموذج المتطرفين المشتغلين على الفتنة والتحريض والقتل .
إغتيال الشيخ سعد الدين غيبة واضح الأبعاد والمعاني بربطه بما قبله وما مثله .
2013-11-13 | عدد القراءات 2392
