توقف المراقبون كثيرا أمام مغزى حضور رئيس تيار المستقبل سعد الحريري للقاء القمة الذي جمع الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس اللبناني ميشال سليمان والمسألة ليست ابدا في بعدها السياسي الذي جرى التركيز عليه لجهة القول ان السعودية تريد ان تقول انها في لبنان ممثلة بالحريري أو أن الحريري هو مرجع مواقفها اللبنانية أو أن الحريري مرشحها الدائم لرئاسة الحكومة أو أن ما يقوله الحريري حول شروطه للقبول بتشكيل الحكومة هي شروط سعودية فللسعودية كما لغيرها من الدول الحق في أن يكون لها الموقف الذي تريد حتى لو كان في ذلك فظاظة أو إنتهاك للخصوصية اللبنانية فالسمؤولية هنا هي على الفريق اللبناني الذي يسمح بوضع نفسه بتصرف جهة خارجية ترغب أن يكون لها موطئ قدم في بلاده و ليس على الأجنبي الذي يستخدم هذا الفريق اللبناني لحساب بلاده
المسألة هي أننا أمام سابقة بروتوكولية سيادية غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين الدول فالزيارة الرئاسية لها قواعد ولها أصول و إستقبالات الرؤوساء في اي لقاء قمة له معايير دقيقة في الإحترام السيادي للبلد الذي يمثله الرئيس الضيف والرئيس الضيف معني بحماية سيادة بلده وسمعتها بما لا يخدش صفتها كدولة تحترم دستورها وشعبها ومكانتها .
الرئيس عادة يشكل وفدا رئاسيا يرافقه في الزيارة ويجري تشكيل الوفد والوفد الذي سيكون في لقاء القمة الموسع من مسؤولي البلد المضيف بالمراسلات الديبلوماسية بين الدولتين تحضيرا للقمة والزيارة .
الذي جرى ان الحريري ليس من ضمن الوفد الرئاسي وأنه كزعيم سياسي لبناني مقيم في السعودية يمكن أن يزور الرئيس اللبناني في مقر إقامته وأن يلتقيه و يحق للرئيس بمناسبة زيارته للبلد المضيف وهو هنا السعودية أن يضع جدول أعمال للقاء أركان الجالية فكيف عندما يتعلق الأمر بزعيم سياسي لبناني مقيم هناك كما يحق للملك السعودي عندما يقيم حفل إستقبال أو حفل غداء أو عشاء على شرف ضيفه ان يوجه الدعوة لشخصية لبنانية مقيمة في بلاده كالحريري لكن بالتنسيق مع الرئاسة اللبنانية .
الحريري حضر اللقاء بين الملك عبدالله والرئيس سليمان وهو ليس عضوا في الوفد الرئاسي اللبناني فله صفة واحدة في هذه الحالة أن يكون عضوا في الوفد السعودي وفي هذه الحالة يمثل الدولة المضيفة وليس لبنان ويجب على الرئيس اللبناني توضيح ذلك للرأي العام وبالطبع لا يعود بمستطاع الحريري الإحتفاظ بمقعده النيابي و بالتأكيد لا يمكنه ترؤوس حكومة جديدة في لبنان .
المشكلة هي ان الأمور جرت على قاعدة اخرى وهي أن السعودية فرضت الحريري في لقاء القمة من ضمن الوفد اللبناني و السؤال هو ماذا لو وجد الرئيس سليمان النائب محمد رعد يلاقيه في موعد إجتماع قمة في إيران أو أن يحضر النائب قاسم هاشم أو عاصم قانصوه في لقاء قمة يجمع الرئيس سليمان مع الرئيس السوري بشار الأسد ؟
الملفت هو أن الرئيس اللبناني لم يعلق ودوائره لم تعلق بكلمة على هذا الإنتهاك السيادي والإهانة الوطنية ولا حتى الوسط السياسي توقف أمام هذه الفضيحة وكأن الجميع يسلم بأن ما يحق للسعودية لا يحق لغيرها .
2013-11-14 | عدد القراءات 6173