إستسلام الإئتلاف وجنيف - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز - 15-11-2013- ناصر قنديل

 

البيان التوضيحي الذي اصدره الإئتلاف السوري المعارض للبيان الذي أصدره قبل أيام حول الموقف من مشاركته في مؤتمر جنيف يكشف صحة ما قيل عن رفض روسي لإعتباره كافيا لتوجيه الدعوة للإئتلاف للحضور إلى المؤتمر بعدما جرت صياغة الشروط السابقة التي كانت سبب رفض الإئتلاف للمشاركة من قبل بصيغة مبهمة لا يفهم منها ما إذا كانت لا تزال شروطا أم هي مجرد تمنيات وتطلعات خصوصا ما يتصل منها بالرئاسة السورية وموقع الرئيس بشار الأسد

البيان جاء بعد تفاهم روسي أميركي على مطالبة الإئتلاف ببيان توضيحي يؤكد بالنص الصريح ان ما ورد في بيانه الأساسي حول بقاء الرئيس الأسد ليس شروطا للمشاركة في جنيف و قد تولى السفير الأميركي روبرت فورد نقل الطلب وصياغة النص بنفسه و جرى تمريره على المعنيين في الإئتلاف لتوقيعه منفردين عبر البريد الإلكتروني

البيان التوضيحي المذل للإئتلاف يشبه بيانات الإستسلام التي توقعها الحكومات التي تهزم في الحروب بعدما كان بمستطاع الإئتلاف أن يدبج في بيانه الأصلي تبريرات التراجع عن الشروط وأسباب المشاركة دون تحقيق شروطه بصورة تحفظ الحد الأدنى من ماء الوجه وربط مواصلة المشاركة بظهور مؤشرات إيجابية على تحقيقها ضمن مهلة معينة وتحديد آليات للعودة إلى مناقشة المشاركة كل ثلاثة شهور على سبيل المثال .

البيان التوضيحي يعني أن الإئتلاف يرمي آخر أوراقه علنا قبل دخول قاعات المؤتمر فهو يسلم بأنه يشارك وهو يعلم أن مستقبل الرئاسة السورية غير مطروح للنقاش و هذا يكشف حقيقة كون مشاركته مطلوبة لإكتمال شكل المؤتمر كحوار بين الأطراف المتنازعة في سوريا ليتحول بعد الإفتتاح إلى إطار لتفاوض من نوع آخر لا دور ولا مكان للإئتلاف فيه وهو التفاوض الأميركي الأوروبي مع سوريا حول مستقبل الحرب مع القاعدة ومستقبل التفاهمات الإقليمية و عملية السلام التي يبدو ان خطة الإقلاع بها تتم على نار هادئة

الإئتلاف يعلن الإستسلام ويسلم أوراقه لمن شكلوه ومنحوه الدور والوظيفة وتعود الأمور إلى نصابها الرئيسي كحرب بين سوريا وأميركا وسلام بين سوريا وأميركا وتنزع الأقنعة عن الوجوه فقد ادى الإئتلاف مهمته بتخريب سوريا مجانا وتعطيل الحوار مجانا وها هو يذهب للمشاركة في حوار كان ممكن القيام قبل سنتين وبشروط أفضل لمن يفترض انهم معارضون للنظام السياسي في سوريا و قد كان وضعهم السياسي ووضعهم العسكري أفضل بكثير

2013-11-15 | عدد القراءات 5323