عندما يقف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بوجه التفاهم بين الدول الكبرى وإيران ضمن مفاوضات الخمسة زائد واحد ويخرج بصفته أحد أبطال التشدد كما وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفترض أن يكون هناك أحد إحتمالين إما أن فرنسا تملك من الموقع والدور ما يسمح لها بتعطيل الإتفاق حتى لو كان مناسبا لأميركا أو أنها تراهن على كون رفضها كاف لتغيير امريكا لموقفها و الحالين ليسا في الحساب فلا فرنسا تمكنت من التعطيل ولا هي قادرة عليه ولا امريكا تفعل ذلك كما قالت سيرة الكيميائي السوري وكيف اذعنت فرنسا لمعادلة التصويت في مجلس الأمن على قرار لا ذكر فيه للفصل السابع رغم كل ما قالت وصعدت ورفعت صوتها قبل ذلك ولوحت برفض التصويت .
الفارق هنا طبعا وفقا لبعض التحليلات قد يكون أن نزع الكيميائي السوري يريح إسرائيل وقد يكون هذا سبب الإختلاف بنسبة التشدد الفرنسي قياسا بالتفاهم مع إيران الذي يشرع لها ملفها النووي .
التدقيق في المعطيات يوصلنا إلى أن كلام هولاند في لقائه بشيمون بيريز وفي المؤتمر الصحفي المشترك يتوزع على ثلاثة عناوين الأول أننا لن نسمح لإيران بإمتلاك قنبلة نووية والثاني أن الضغط العسكري على سوريا بخطر الحرب هو ما صنع تفاهم الكيميائي والثالث أن على إسرائيل الإستعداد لتنازلات مؤلمة كي يتحقق السلام كطريق للإستقرار في المنطقة والتدقيق هنا يجعلنا أمام الإستنتاج بتطابق كلام هولاند مع كلام وزير خارجية أميركا جون كيري دون اي فارق .
إسرائيل تنتظر من فرنسا ان تكون مثل السعودية سندا لها في الضغط على واشنطن للتخلي عن التفاهم مع إيران بسبب عدم إعتراف إيران بإسرائيل وتبنيها لقوى المقاومة وليس لأن لديها ما يفيد بأن إيران ستمتلك قنبلة نووية وأميركا موافقة بينما فرنسا وإسرائيل ترفضان لإغسرائيل تعرف أن إيران لا تريد قنبلة نووية وتطمين هولاند لا يقدم ولا يؤخر و مشكلة إسرائيل الرئيسية ان واشنطن ذهبت للتفاهم مع إيران خارقة قاعدة حافظت عليها طوال نصف قرن في الشرق الأوسط وهي أن لا تطبيع ولا تفاهمات مع اي دولة ما لم تمر بالبوابة الإسرائيلية بينما هي تذهب اليوم للتفاهم مع إيران متجاوزة هذه القاعدة بكثير فلا يكفي أن إسرائيل لم تكن معبر هذا التفاهم بل إن إيران حازت على القبول الأميركي بالتفاهم دون أن يكون التخلي عن العداء لإسرائيل والدعم المقاومة بنودا في التفاوض
هولاند يبشر إسرائيل بما لا تريد ان تسمع عن التنازلات و غير ما تنتظر ان تسمع حول المف النووي الإيراني فهي بحاجة لمن يقول من غير المقبول أي تطبيع غربي مع إيران ما لم تقم إيران بتطبيع علاقاتها بإسرائيل أما بالحديث عن الكيميائي السوري وعنتريات هولاند فتعرف إسرائيل أنها ليست في مزاج فكاهة لتسمع هذا الإعتداد وهي تتساءل إذا لماذا لم يصدر القرار الدولي وفق الفصل السابع يا مسيو هولاند كما كنت تدعو وتعيد وتهدد ؟ و لسان حال إسرائيل هو بالله عليكم طالما أنكم تبشرون بالقوة يا ليتكم تخرجون من الإتفاق الكيميائي وتعودون للحرب على سوريا .
تكتشف إسرائيل الموعودة بالجبن الفرنسي الدسم في كلام هولاند قطعة همبرغر أميركية مغلفة بالجبن فتسمع ما اسمعها كيري لكن باللكنة الفرنسية مع الفارق بين ذكاء كيري وغباء هولاند وإسرائيل لا يفيدها الأغبياء وهي تواجه اسوأ ايامها .
2013-11-17 | عدد القراءات 4227