السعودية خائفة - مقدمة نشرة أخبار توب نيوز- 18-11-2013 - ناصر قنديل

منذ ظهور العدد الشهير لمجلة التايم في تموز 2003  وعلى غلافه صورة اللقاء بين الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الإبن والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز ويتوسطهما بندر بن سلطان الجالس على حافة الكنبة في منزل آل بوش في تكساس والغلاف عنوانه السعودية تطلب سوريا بدلا من العراق و المتابعون لمستقبل الشرق الأوسط يترقبون مصير السعودية بعد الإنسحاب الأميركي من العراق وأفغانستان .

تمكنت السعودية من حجز مكانة الدولة المحورية في الشرق الأوسط في السياسات الأميركية  وخلق ما عرف بالحقبة السعودية منذ رحيل جمال عبد الناصر وبعد نتائج حرب تشرين ومحاصرتها بكامب ديفيد مع أنور السادات صارت السعودية اللاعب الأبرز في المنطقة ومع نهاية الحرب الباردة بدات تتصرف بعد أفول الإتحاد السوفياتي كمرجع يقرر السياسات

بعد إحتلال العراق شعرت السعودية ببداية التبدل عندما بدا أن التوازن السكاني في العراق يبدل من موقعه السياسي وبدا أن إيران بقوة الديمغرافيا تنجح بإستيعاب نتائج التغيير الذي أحدثته أميركا عبر الإحتلال

طرحت السعودية معادلة سوريا بدل العراق على قاعدة نفس الإعتبار الطائفي الذي فرض خسارتها للعراق بعدما بدا أن حمل إيران للواء المقاومة وفلسطين ينجح بإختراق ما تعتبره ساحتها الطائفية الخالصة ونجحت سوريا بإمتصاص الضربات السعودية تباعا منذ إغتيال رفيق الحريري والرهان على ثورة طائفية في سوريا وبعده مولت حرب تموز على لبنان لإسقاط  سوريا وقوة المقاومة وبعدها مولت حرب غزة لتحويل الحرب في المنطقة على اسس طائفية فيشطب النتوء الطائفي الذي تمثله حماس وهو أمر لم ينجح إلا في ذروة الأزمة السورية

و رغم ذلك أثبتت سوريا أنها بنت صرحا قادرا على مواجهة رياح  الطائفية والمذهبية متميز عن جيرانه العرب و أنها بالخيار المقاوم و دولة الرعاية الإجتماعية والجيش العقائدي بنت مثلث قوة عابر للطوائف وقادر على الصمود

لعبت السعودية قبل موعد الإنسحاب الأميركي من العراق وتاليا من افغانستان كل أوراقها لإسقاط سوريا وها هي تشعر بالفشل القريب وسعت للإحتماء بالإمساك بمصر ما بعد سقوط الأخوان المسلمين للحظة القرار الصعب بحسم مستقبل التفاوض الأميركي مع إيران وهي مثل إسرائيل تلقت صفعتي التفاهم الأميركي  حول الكيميائي السوري والخروج من قرار الحرب عليها بلا تنسيق معها ووراءه التفاهم الأميركي مع إيران

لم تجر الرياح الأميركية كما تشتهي السفن السعودية وكان آخر آمالها أن يكون التطبيع الإيراني معها شرطا للتفاهم فتضع شروطها حول سوريا ولبنان والخليج مقابل الإفراج عن التفاهم حول النووي مثلما كانت آمال إسرائيل أن يجري معها ذلك لتضع شروطها حول الإعتراف بها والتخلي عن قوى المقاومة وسحب سلاح حزب الله

السعودية خائفة اكثر لأن سابقة التحرك الأميركي نحو نقلة إستراتيجية في الخليج بدون إحتساب النتائج عليها ستفتح باب سوابق ولواحق

السعودية تقول ما فعله الأميركي يعني الكثير والبعض يقول من باع أخوانه إلى حهنم وبئس المصير

 

2013-11-18 | عدد القراءات 7689